الجواب هو أن عديم المسؤولية الذي يقدم على هذا الفعل اللامسؤول إنما يتمتع بحصانة دينية شرعية تزكي فعلته
أي قارئ يرى مثل هذا الطرح بهكذا مواضيع ثم يجد جملة كهذه جدير به أن يترك بعض علامات الاستفهام ويستغرب متسائلا، أحقا أمثالكم يهمهم الناس؟ أحقا يهمهم ذلك الطفل المسكين؟ أحقا مسعى أيا منكم إصلاح اجتماعي؟ أحقا تملك أيا منكم تلك العاطفة وذلك الأسى تجاه هذه القضايا؟ أم أن الأمر ليس سوى جسر لرمي السهام على الإسلام، وإخراج عواطف مكبوتة تجاهه مع مبررات! ولستُ افتش بالنيات، بل أشير لتتاقض اسلوب الطرح هذا وميله ليكون سخيفا أكثر من أي شيء آخر.
ألم تطلعي على الإحصائيات في باقي الدول الغير مسلمة؟! وكم المشكلة متفاقمة عندهم أكثر من أي دولة إسلامية باضعاف كثيرة؟ ألم تري النساء يخرجن متجمهرين بالآلاف يطالبن بحقهن الطبيعي بقتل الأطفال في ارحامهن؟ وكل تلك الدول تسمح به في حين يحرمه الإسلام؟ ألم تري الحاويات المنتشرة في كثير من ولايات أمريكا لالقاء الرضع بها؟!
المشكلة عالمية، وذلك حقيقي، يوجد مشكلة في دولنا وذلك موضع إقرار، ولكن أن نأتي للدول الإسلامية والتي تتمتع بأقل نسب من هذه المشكلة عند مقارنتها مع الدول الغير مسلمة، ثم نقول المشكلة هي الإسلام؟ فلا اقصد الإساءة، ولكني لا أستطيع أن أصف مثل هذا الطرح إلا بالسخيف!
كيف وقد وضع الإسلام كل الحواجز والضوابط لمنع وقوع هذه الحوادث أصالة؟ في حين باقي الدول الحل عندها كان توزيع الواقي وموانع الحمل على الأطفال؟! ولا تقولي "لا تقارن، وانا اتكلم عن المشكلة في دولنا" المقارنة ضرورية لنفهم هل حقا الإسلام أكبر داعم او مبرر لمثل هذا؟ لأنه إن كان الأمر كذلك فيجدر ان نرى الاختلاف الواضح يرجح لصالح الدول الغير مسلمة، أما لما كان العكس عرفنا ان كلامك هذا لا قيمة له، وأن هذه المقارنة من صميم موضوعك.
ودعيني أضيف إنصافا أن الأمور قد تكون اختلطت عليكِ، فالمجتمع مليء بالمتخلفين والجهال، يسيطر على كثير من جوانبه عادات وتقاليد تخالف الدين، والتخلي عن المرأة مع ابنها هو أقل ما قد يحدث، ففي احيان كثيرة تقتل وحسب تحت مبررات السمعة والعار، ولا شأن لذلك بالدين، بل ليست سوى جريمة قتل شرعا، لذا لا تخلطي بين عادات وتقاليد ومفاهين لا أصل شرعي لها بل وتخالف الشرع، وبين الأحكام الشرعية التي جاءت واضحة في إصلاح المجتمع ووضع حد لهذه الحالات ومعالجتها بأنسب الطرق.
وحسبك إيضاحا ما أجاب ابن باز:
ولد الزنا إذا كان من أم مسلمة؛ حكمه حكم أولاد المسلمين، يربيه المسلمون، ويحسنون إليه، وليس عليه من ذنب أمه، ولا ذنب من زنا بها شيء: وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى [الأنعام:164] فالوزر عليهما، لا عليه، وإنما هو أمانة بين المسلمين، عليهم أن يربوه تربية إسلامية، وأن يحسنوا إليه حتى يشب، ويكبر
ومتى استقام، وبلغ الحلم، وتخلق بأخلاق الأخيار؛ صح أن يكون داعية إلى الله، وأن يكون قاضيًا، وأن يكون أميرًا، وأن يكون زوجًا لبقية من يكافئه من المسلمين، فليس عليه ذنب
ويسمى بالأسماء المناسبة: عبدالله، عبدالرحمن، عبدالملك، الأسماء التي تناسب، محمد، زيد، ما في بأس، محمد، زيد، أي اسم من الأسماء المناسبة، يقال: ابن عبدالله، ينسب إلى عبدالل،ه إلى عبدالملك، كل الناس عبيد الله.
التعليقات