كثيرًا ما يعرضُ لنا فيسبوك منشوراتٍ تتعلق بالذكريات؛ فنجد منشورًا قد كتبناه بأيدينا، أو آخرَ قد قمنا بمشاركته من صفحة ما، في مثل هذا اليوم من السنة من سبع أو ثماني سنين أو أكثر أو أقل، ثم عندما أطلع على كثير منها، أسأل نفسي سؤالًا، هل أنا حقًا مَنْ كتبت أو شاركت مثل هذا؟ أم لعله شخص آخر؟

وجدتني أنشر منشورات أقرب إلى الهراء؛ من مواضيع سطحية أو نكت أقرب إلى السخف ولا تُضحكني الآن! وليس ما سبق كل المشكلة، ولكنني كنت أستعمل في كتابة التعليقات على المنشورات، ما يُسمى بالفرانكو أراب، ولمن لا يعرفه، فهو كلام عربي يُصاغ بحروف إنجليزية إضافة لأرقام، وكانت منتشرة بين الناس في أوائل استخدام فيسبوك آنذاك.

ما أراني عليه الآن من شدة استغراب، وعدم تصديق لما كنت أنشره قبل ذلك، يوجهني لحقيقة أنني أتغير، بل ربما تغيرت كلية! فالشخص الذي كان ينشر ويكتب مثل هذه منشورات قبل سبع أو ثماني سنين، حتمًا ليس هو الشخص الذي يكتب لكم الآن هذه المساهمة! 

فلا أدري، هل ازددت نُضجًا وخبرةً الآن؟ أم كانت قبل ذلك مقاييس الإعجاب لديَّ ليست مرتفعة كما الآن؟ إذ كانت تُضحكني أبسط الأشياء.

والأهم هو، هل تغيَّرت شخصيتي وارتقى فكري للأفضل أم لا؟ هذا ما يدور بذهني الآن.

هل استعجبتم رؤية منشور ذكريات نشرتموه منذ سنوات؟

وإن كان نعم، فهل تشتاق لذاتك القديمة التي نشرته، أم أنك اليوم أفضل؟