كنت سابقًا أستخدم المذكّرة لحديث عام مع نفسي، أدوّن فيه ما يخطر على بالي، أحداث مرّت في الأسبوع، أمور تضايقني، صفات غانيةٍ غرّاء أُعجبتُ بها، وشيء مما يُشابه هذا الهراء. لكن في الفترة الأخيرة، تعلّمت الطريقة المُثلى لكتابة المذكّرة، بشكل يجعلها أكثر فائدة من أي وقت مضى.

الطريقة هي أن تُوظّفها للالتزام بعادات يومية تُريدها، أو التخلّص من أخرى، خصوصًا عندما تفشل. وتكتب هذا ليلًا عندما ينتهي يومك. وتخطيط المدونة سهل، ففيه ثلاثة سطور، سطر للحظة المفصلية التي جعلتك لا تلتزم بالمطلوب. وسطر للتبرير، وسطر للتصرّف المثالي، وهذا وإن بدا واضحًا، لكنّه يُنبّهك بأنماط تستخدمها للتسويف، ويجعلك تظهر بشكل أفضل في المرّة القادمة عندما تواجه نفس الموقف.

سأترك التنظير، وأدخل في مثال عملي عمّا حدث لي قبل يوم، حين قتلتُ كل أعمال اليوم بسبب مهمّة صغيرة خارج المنزل.

اللحظة: كُنت جاهزًا للعمل على جدولي اليومي، ثم علمتُ أنّي يجب أن أقوم ببعض الأعمال خارج البيت بعد ساعة، تركت كل شيء أنتظر قيام الساعة، وضاع كل شيء.

التبرير: هيه ما فائدة أن تبدأ الآن على عملك وستخرج بعد ساعة؟ أنظر بقت 59 دقيقة، كُنت جيدًا هذا الأسبوع، تستحق يوم راحة!

التصرّف الأفضل: أحبُّ أن أكون منتجًا، وهذه كانت فرصة لجعل الأسبوع أفضل، وإن كُنت سأخرج بعد سويعة، جدولي مرن، أعدّل عليه حسب الالتزامات الجديدة، وأبدأ على أعمالي الآن إلى وقت الخروج، والباقي أُكمله عندما نعود بفترة صغيرة.

أعلمُ أنَّ هذا قد يبدو سخيفًا، وقد تُريد ابقاءه في بالك، لكن حتّى وإن خطرت لك هذه الفكرة، عقلك لا يُعامل كل أفكاره بنفس الأهمّية، كل الأفكار في عقلك هي «أفكار رخيصة» ما لم يثبت العكس، كل شيء يُنسى بعد فترة إلّا لو استثمرت فيه وقتًا، لذلك استثمار الوقت بكتابة هذه الأفكار، بالدقّة وبالترتيب الذي طرحته، يُقيم للفكرة وزنًا، ويزيد من احتمالية الامتثال بها في المرة القادمة.

هامش: لا تستخدم هذه الطريقة على أكثر من شيء تريد الالتزام به في الشهر، اختر شيئًا واحدًا قبل أن تنتقل إلى آخر، طبّق عليه الخطّة حتّى يصبح في تطبيقه سهلًا كحركة اليد للفم.