يَبعُد المنزل عن موقف السيارات العمومية مسافة 500 متر تقريباً، بعض الأوقات لا يكون في استطاعتي السير كل تلك المسافة خاصة اذا كنت مرهق من العمل، ولم أنم جيداً، لذلك نلجأ الى وسيلة المواصلات الداخلية والتي يطلق عليها "توكتوك"، لمن لا يعرفها هي مركبة ذات 3 عجلات بديل للتاكسي، يتم استيرادها من الهند وتايلاند، وأصبحت منتشرة في جميع قرى ومدن مصر الآن.

بعد أن استقليت التوكتوك، كان السائق يتحدث مع زوجته على الهاتف عن مشكلة معينة، مناقشته جعلتني أنصت لأرى ما المشكلة بالظبط.

من الواضح أن ابنه الذي لم يتجاوز العاشرة من عمره قام بارتكاب خطأ ما، أستثار السائق غضباً وبدا حديثه حاداً، وطلب منها أن تقوم بمعاقبته على الفور عن طريق العنف الجسدي (الضرب)، وأخبرها أنه عندما يعود الى البيت سيقوم بضربه هو الآخر حتى يتعلم، ولا يُقبل على هذا الخطأ مرة ثانية.

انتظرت حتى وصلت الى وجهتي، وبعد أن دفعت له أجرته، استأذنته في كلمة فسمح لي.

بدأت توضيح لماذا العقاب الجسدي أو اللفظي لا يحل المشكلة، لو حطم ابنك كمثال كوب المياه، وعاقبته على فعلته، المرة الثانية سيكذب حيال ذلك، وربما يلفقها لأخته الأصغر منه، كما أن ذلك يؤثر على صحة الطفل النفسية، والجسدية، والتطورية، كان يستمع جيداً لكلامي وبدا على وجهه أنه متفق، أو أبصر شئ لم يدري به من قبل.

احدى الأبحاث التي قامت بنشرها كانوي في 2003 وجدت أن الكشاكل الزوجية احدى الأسباب الرئيسية لممارسة الوالدين العقاب البدني على أطفالهم، وكلما ازدادت حدة المشكلة، ازدادت حدة العقاب.

أما عن دراسة باندورا في العامل 1965 وجدت أن للعقاب البدني تأثير سلبي على الطفل، أحداها هي أن الطفل عندما يكبر ويتحمل مسؤولية يلجأ أيضاً للعقاب البدني لحل أي مشكلة، كما أنها تعلم التنمر من خلال توليد فكرة في ذهن الطفل أنه عندما يغضب يلجأ الى الضرب، والإستقواء على من هو أقل منه، كما أن هؤلاء الأطفال يصبحوا أكثر عدوانية مقارنة بأقرانهم الذين لا يتعرضون لعقاب بدني.

ان لم يكن العقاب البدني أو اللفظي هو الحل، ماالبديل برأيكم؟

سؤال للمتزوجين إن طلبت منك نصيحة حول التعامل مع أخطاء الأبناء ماذا ستكون؟