كثيرًا ما كان يحزنني الأسلوب الذي يتعامل به والداي معي عندما كنت صغيرة، ومازلت أعاني من هذا الأمر رغم احترامي وحبي الشديد لهما وتقديري لجهودهم وتضحياتهم من أجلي ، أنا في الثامنة عشر من عمري ولديّ ثلاثة إخوه جميعهم أطفال ، لم أر قط ولو ليوم في حياتي أي احترامًا متبادلا أو تفاهمًا بين أبي وأمي ، وقد أثر الأمر كثيرًا على صحتي النفسية وكذلك على إخوتي ، فجميعنا أنطوائين قليلي الكلام عنيدين ونميل إلى العنف ويسود الجفاء بيننا ونفتقد ثقتنا بأنفسنا ، وليس السبب وراء كل هذا هو سوء العلاقة بين أمي وأبي فحسب بل أيضًا أسلوب التربية الذي اتبعاه معنا ، فمثلاً لطالما كنا نقارن باْبن عمنا فلان وعمنا علّان ، وحين كنت أنظر إلى الأسلوب الذي تعامل به عمنا فلان مع ابنه فإني كنت أجده حذرًا في تعامله معه يعرف كيف يشجعه ويتجنب الكلام الذي يحبطه ، يؤهله بشكل صحيح ليكون نابغًا ، يحيطه ببيئة تساعده على أن يكون شخصًا سويًا ، يقرأ كثيرًا ويسأل ليعرف أساليب التربية الصحيحة ، يعتذر منه عندما يخطئ في حقه ، لم يكن يذمه أو يقلل من شأنه أمام الناس ، وغير ذلك ، أما نحن فلم يكن يحدث عندنا هذا ..
أعلم أن أبي وأمي يبذلان أفصل ما لديهما لأجلنا ولم يتعمدا يومًا إذاءنا ، ولكني أيضًا لا أفهم لماذا نعاقب على شيء ليس لنا ذنبٌ فيه ، أٔقسم أني لا أقصد بكلامي هذا الإساءة إليهما ، وأخشى أن يكون ما كتبته وما اسأل عنه فيه عقوق لهما ، ولكن الأمر قد ضاق بي كثيرًا وكل ما أريده هو نصيحة اقتدي بها لأجد حلاً لهذا الأمر ..
التعليقات