إذا نظرنا للوظائف من حولنا خاصة لدى الأجيال الجديدة، سنجد أن فكرة "الوظيفة المستقرة مدى الحياة" أصبحت كأنها من قصص الزمن الجميل! لم تعد الغاية هي البقاء في وظيفة واحدة لعشرات السنين، بل أصبح الشغف والتعلم المستمر وتجربة مجالات متعددة هي ما يجذب الشباب اليوم، حتى الأمان الوظيفي تغير مع تغير شكل السوق، فأصبح التنقل وتطوير المهارات هما السلاح الحقيقي، فهل باتت "وظيفة العمر" من التراث الوظيفي؟ أم لا تزال خيارًا حقيقيًا في أعين البعض؟ شاركوني آراءكم.
الوظائف المستقرة، فهل سنشهد نهاية فكرة "وظيفة العمر"؟
رغم أنني أتفق مع الطرح القائل بأن التنقل أصبح شائعًا ومطلوبًا، إلا أنني أرى أن هذه الظاهرة أحيانًا لا تعبّر عن وعي مهني، بل عن حالة من التشتت وفقدان البوصلة. البعض يتنقل من وظيفة لأخرى ليس بدافع النمو، بل بدافع الضجر أو ضعف الصبر على التحديات.
فهل نحن نُشجع على التنقل المهني لأننا نمتلك رؤية واضحة للتطور، أم لأننا نفتقد الالتزام والإصرار؟ وظيفة العمر ليست هي المشكلة، بل كيف نتعامل معها. فإن كانت ساحة تطور ونمو، فلم لا؟
ولماذا لا نقول إنها أحيانًا ليست تشتتًا، بل بحث صادق عن الذات والمكان المناسب؟ ليس كل من يتنقل بين الوظائف فاقدًا للبوصلة، فالبعض ببساطة يرفض أن يستقر في بيئة لا تلائم طموحه أو لا تحترم إمكانياته، نعم قد يبدو الأمر فوضويًا من الخارج، لكنه في كثير من الأحيان يكون عملية فرز وتجربة، حتى يجد الشخص ما يتوافق مع تطلعاته وقيمه المهنية.
التعليقات