لي صديقة قديمة تعيش في دوامة من الألم النفسي الذي لا يبدو أنها تستطيع الهروب منه، وأجدها تتذكر كيف كان هذا الألم يرافقها بشكل مستمر طوال سنوات دراستها في الثانوية العامة، لكنه الآن أصبح جزءًا من حياتها اليومية، وتتحدث لي عن كيف أن القلق والتوتر أصبحا يحددان كل خطواتها، وكأنهما جزء من شخصيتها، ورغم أن هذا الألم كان يعذبها في البداية، إلا أنها بدأت تشعر وكأنه أصبح صديقًا قديمًا لا يمكنها العيش بدونه، وقد شعرت في بعض الأحيان أن الراحة أصبحت غريبة بالنسبة لها، وتتساءل إذا كان هذا الألم هو ما يجعلها تشعر بالقوة أو أن الاستمرار فيه أصبح جزءًا من هويتها. برأيكم، هل من الممكن أن يصبح الشخص مرتبطًا بألمه النفسي لدرجة أنه يجد صعوبة في التحرر منه، أو حتى يشعر بأن هذا الألم هو ما يحدد هويته؟
حب الألم النفسي، هل من الممكن أن يصبح الشخص مغرمًا بألم نفسه؟
من المؤسف أن صديقتك تعاني من هذا الألم النفسي المستمر. يمكن للألم النفسي أن يكون له تأثير عميق على الهوية والشخصية. في بعض الأحيان، يمكن أن يصبح الألم النفسي جزءًا من هوية الشخص، حيث يشعر بأنه لا يستطيع العيش بدونه أو أن الراحة أصبحت غريبة بالنسبة له. هذا يمكن أن يحدث بسبب عدة عوامل:
- التكيف مع الألم: عندما يعاني الشخص من الألم النفسي لفترة طويلة، قد يتكيف معه ويصبح جزءًا من حياته اليومية. هذا التكيف يمكن أن يجعل الشخص يشعر بأن الألم هو جزء من هويته.
- الاعتماد العاطفي: في بعض الحالات، يمكن أن يشعر الشخص بأن الألم النفسي يمنحه نوعًا من القوة أو الحماية. قد يكون هذا الشعور ناتجًا عن الاعتماد العاطفي على الألم كوسيلة للتعامل مع التوتر والقلق.
- الخوف من التغيير: قد يشعر الشخص بالخوف من التغيير أو التحرر من الألم النفسي، حيث يمكن أن يكون التغيير مخيفًا وغير مألوف. هذا الخوف يمكن أن يجعل الشخص يفضل البقاء في حالة الألم بدلاً من مواجهة المجهول.
من المهم أن تدعم صديقتك وتشجعها على البحث عن المساعدة المهنية إذا كانت تشعر بأن الألم النفسي يسيطر على حياتها. العلاج النفسي يمكن أن يكون مفيدًا في مساعدتها على فهم مشاعرها والتعامل معها بطرق صحية. تذكيرها بأنها ليست وحدها وأن هناك أمل في التحسن يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير.
هل هناك شيء آخر تودين مناقشته أو تحتاجين إلى نصيحة بشأنه؟ أنا هنا للمساعدة.
التعليقات