هل يُعد التجنيد الإجباري ضرورة لتعزيز الأمن والانتماء الوطني، أم أنه انتهاك للحرية الفردية وتقييد لفرص الشباب في بناء مستقبلهم؟
التجنيد الإجباري: مع أو ضد؟
بغض النظر عن السلبيات والمشاكل التي يعاني منها المجندين في بعض البلدان، من المفترض أن التجنيد ضرورة لحماية الوطن وتعزيز الأمن والأمان، كما ألاحظ دائمًا أن التجنيد يمنح الشباب شعورًا بالمسؤولية ويجعلهم أكثر قدرة على تحمل الأزمات والتعامل معها بأفضل الطرق، وكذلك يكون للتجنيد دور هام في تقوية العلاقات بين أفراد المجتمع أثناء الخدمة في الجيش ومنح الشباب مهارات القيادة الضرورية.
كجندي سابق، اتفق معك في إيجابيته، فالتجربة العسكرية وإن كانت قصيرة إلا انها قوت شوكتي وجعلتني اكثر تحملًا للصعاب. وعندما تمر علي أزمة أو يوم صعب، اتذكر أيام الجيش لتذكير نفسي بما مررت به من ليالي كاحلة اعتقدت حينها أن لا صباح لها. الجيش علمني بالتجربة مقولة خليل جبران التي كنت احتفظ بها في محفظة النقود لتقويني علي الحياة العسكرية. فيقول خليل جبران:
" صدقني لو فقدت ما فقدت، لو كسر الحرمان أضلاعك، ستجتاز هذه الحياة كما يجتازها كل أحد، فاختار الرضا يُهن عليك العبور."
ولا يجب أن انسي ذكر انه في الجيش تعرفت علي اصدقاء احسبهم اصدقاء عمري، ومنهم من حضرت له حفل زفاف ومنهم من حضر لي حفلات ومناسبات اسرية. كانوا خير الصحبة وخير المعين في سنة جيشي. اميل للاعتقاد أن العلاقات الاجتماعية السوية التي تتكون في الجيش تدوم للابد، وذلك بسبب طبيعة تكوينها، فالمرء يكون نفسه في مثل هذه الظروف الصعبة ولا يميل للاصطناع او التزييف في اوقات متوترة، ويكون علي سجيته وطبيعته بلا رياء، فتتكون علاقات في اغلبها صحية وبريئة بين شباب عملوا وحملوا وتعبوا وناموا واستيقظوا وضحكوا وبكوا معًا. فنعم تلك الصحبة.
التعليقات