هناك دراسة تفيد بأن فى العلاقات كلما زاد الود وإقتربت العلاقات أكثر كلما قلت نسبة البوح بالمشاكل والمصاعب التى تواجهنا فى الحياة، كيف ترى مدى صحة هذه الدراسة من واقع حياتك؟!
"كلما قويت العلاقة أكثر كلما قلت نسبة البوح بالمشاكل والمصاعب فى علاقاتنا"، مامدى صحة هذه الدراسة من واقع حياتك؟!
صحة هذه الدراسة تعتمد على النطاق الجغرافي و المجتمعي التي أجريت فيه الدراسة، فإذا كانت تلك الدراسة أجريت على فئة المراهقين في إحدى الولايات الامريكية فإنها قد تكون صحيحة بالنسبة لهم، لكن ليس بالضرورة ان تكون كذلك بالنسبة لبعض المجتمعات في وطننا العربي او في مجتمعات او فئات اخرى في نفس تلك الولاية الأمريكية.
لست خبيرا حقا، لكن يمكن القول ان هناك حالات مختلفة:
- لنقل ان لدي صديق مقرب ربما أود مشاركته مشاكلي الشخصية، لكن لا يمكنني ذلك ، اما لأنني لا اريد ازعاجه بشيء لا علاقة له به، أو اني اخاف ان يعتبرها تافهة، أو يعتبرني كثير الشكوى، او لأنني محرج منها، لكني أشارك مشاكلي مع والدي دون تلك المخاوف
- في حالة اخرى، قد لا احب ان اتحدث كثيرا عن مشاكلي مع والدي بالرغم حبي لهما، لكن قد اذكرها لصديقي الذي اسعد بالتحدث معه، و هكذا اغلب المراهقين في بعض المجتمعات.
- كما في الحالة السابقة اذكر مشاكلي لصديقي و ليس لوالدي، لكن هذه المرة خوفا من العقاب و ليس لمجرد إفشاء ما في الخاطر، كأن تكون المشكلة مثلا درجة امتحانية سيئة في المدرسة
بشكل عام، تعتمد رغبتنا في الحديث عن مشاكلنا مع احد نحبه على طبيعة الشخص الذي تود الحديث معه و على طبيعة المشاكل التي تريد الحديث عنها
- في حالة اخرى، قد لا احب ان اتحدث كثيرا عن مشاكلي مع والدي بالرغم حبي لهما، لكن قد اذكرها لصديقي الذي اسعد بالتحدث معه، و هكذا اغلب المراهقين في بعض المجتمعات.
بالضبط، فالبوح ليس مرتبطا بالقرب بطريقة مباشرة، ولكن بالثقة واليقين بأن الطرف الآخر سيساعد وسيمكنه الحل، فقد يكون صديق مقرب لكن لا يجيد الاستماع، وقد يكون صديق مقرب ولكن لا يتمكن من أن يشعرك بالراحة أثناء الحديث، لذا البوح بالمشاكل يحتاج لطرف آخر بمواصفات معينة، حتى اتكلم وأبوح وأنا متأكد أنه كله آذان صاغية
علاقتك بصديق مفضل لك وهذا الصديق علاقتك تتحسن مع مرور الوقت، بعد أن أصبحت علاقتكما جيدة جداً، هل البوح له بمشكلة تواجهها سيكون أمراً سهلاً أم صعباً؟! وخصوصاً أن هذه المشكلة ستظهر مدى أنك سئ مثلاً أو فاشل؟!
سيعتمد ذلك على مدى معرفتي او توقعي لتقبل صديقي لسماع تلك المشكلة، و كذلك على النتائج المتوقعة من إفشاء تلك المشكلة.
اذا كانت تلك المشكلة لن تأثر بالسلب على صداقتنا فلا مشكلة من التكلم عنها.
المشكلة التي تظهر فشل صاحبها يمكن تقبل الاستماع إليها و لكن قد يختلف الأمر عندما تظهر تلك المشكلة مساوئ فيك لم يتوقعها صديقك.
لا أعني ان مجرد صفة سلبية فيك قد تكون شرطا اساسيا في عدم تقرب احد منك، فمثلا قد يكون لديك صديق تقدره كثيرا مع انك تعلم انه بخيل جدا، فلن تتأثر بالسلب كثيرا نظرتك عنه اذا علمت انه رفض التبرع لجمعية خيرية، لكن في حالة اذا علمت صفة اسوء لم تتوقع أن تكون في صديقك، كأن تكون مشكلته مثلا تورطه في عملية احتيال او سرقة لأكثر من مرة، يتغير تقبلك لهذا الصديق حينها
التعليقات