لا أعزل نفسي عن هذا السؤال بالتأكيد. لكن على الرغم من تأثير هذه المنتجات علينا جميعًا، فأنا أطرح التساؤل حول تأثيراتها على الأجيال التي ظهرت بعد أن انتشرت. كيف شكّلت وتشكّل منصّات التواصل الاجتماعي وعي هذه الأجيال بأنفسهم؟ وما هي المشكلات التي تظهر وستظهر؟
كيف تشكّل منصّات التواصل الاجتماعي وعي الأجيال الجديدة بأنفسهم؟
منصات التواصل الاجتماعي بالتأكيد شكلت وتشكل عيون الأجيال الحالية بشكل كبير، فهي توفر لهم وسيلة للتواصل مع بعضهم البعض وتبادل المعلومات والأفكار والصور والفيديوهات بسهولة وسرعة لم يسبق لها مثيل. ومع ذلك، هناك العديد من المشكلات التي تتعلق بهذه المنصات والتي قد تؤثر على الأجيال الحالية والمستقبلية.
من أبرز المشكلات التي تواجه الأجيال الحديثة، هي تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية، حيث أظهرت العديد من الدراسات أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يؤدي إلى الاكتئاب والقلق والتوتر والعزلة الاجتماعية. كما أنها قد تؤدي إلى تفاقم الإدمان على الإنترنت، مما يمكن أن يؤثر على الصحة العقلية والجسدية.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي منصات التواصل الاجتماعي إلى انتشار الأخبار الزائفة والمعلومات غير الدقيقة، وهذا يمكن أن يؤدي إلى الخلط والتباس والتحريض، وقد تستغل هذه المنصات من قبل الجماعات المتطرفة والمتطرفين لترويج أجنداتهم وتأثير الرأي العام.
كما أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يؤدي إلى فقدان الخصوصية، حيث يتم جمع البيانات الشخصية والمعلومات من خلال هذه المنصات واستخدامها في الإعلانات وتوجيهها إلى المستخدمين.
بالتالي، يجب على الأجيال الحديثة أن تكون حذرة في استخدام منصات التواصل الاجتماعي، وأن تتعلم كيفية الحفاظ على خصوصيتها وتجنب التأثيرات السلبية على الصحة النفسية.
ومن ضمن الآثار السلبيّة لمثل هذه المنصّات أيضًا التنميط الخاص بالمظهر الشخصي يا روند. تمثّل هذه الكارثة العديد من الأزمات النفسيّة، خصوصًا لدى المراهقين والأطفال. لأن منصّات التواصل الاجتماعي منتج يقوم على المثاليّة الزائفة. وبالتالي فإن التحسين المستمر لصورة المؤثّرين وصنّاع المحتوى يجعل من سقف طموحات المشاهدين حدًّا غير طبيعي بالمرّة. ممّا يسبّب لهم مشكلات نفسيّة حادة، أقلّها الاكتئاب والعنف تجاه الذات والتقليل من شأنها وانخفاض مستويات الثقة بالنفس إلى ما هو أبعد ممّا نتخيّل.
التعليقات