صدح هذا الصراع في الآونة الأخيرة بشكل غير مسبوق، وبصراع محتدم بين وجهات النظر المختلفة.
ما سبب الهجوم غير المبرّر على الموسيقى المعاصرة؟ وما هو موقفكم منها؟
بنظري، لا يمكن أن نقول أن الأغاني المعاصرة بكاملها هي فن منحط، ولا يمكن مقارنتها بأعمال قبل ثلاثين و أربعين سنة أو أكثر، فالتقييم يعتمد على أذن السامع وما تعود عليه، فالجيل الكبير والمسن بالطبع سيستغرب الموسيقى والإيقاعات الجديدة، كما أن الجيل الجديد لا يرتاح أبدا لسماع أغلب الأعمال القديمة جدا. فالانتقاد لا يجب أن يكون من جانب الموسيقى، بل من جانب الأصوات والفيديوكليبات وكلمات الأغاني، فيوجد الكثير من الأصوات الأقل من عادية في الوسط الفني الحالي خاصة عندما نقارن بخامات أصوات فنانين زمان. فدخول الفن في هذا الزمن أصبح متاحا للجميع.
من جهة أخرى، نسبة الأغاني ذات الكلمات والمعنى العميق والجميل أصبحت قليلة، فكيف لمن اعتاد على أغاني أم كلثوم وفيروز، بكل ما فيها من معاني وصياغة رائعة، أن لا يستغرب من أغاني اليوم؟ فحتى الأغاني الجديدة لمغنيين مثل عمر دياب وإليسا وغيرهم، ليسن بجودة أغانيهم القديمة، خاصة على صعيد الكلمات. وبالطبع لا داعي لأن نتطرق إلى الفيديوكليبات المعاصرة التي لا تمت إلى الفن بصلة بغالبها.
فلا يجب أن ننكر وجود مغنين موجودين على الساحة حاليا أو من الجيل الجديد لا يزالون يحرصون على تقديم فن راقي، ولا يمكن أن نقارن الذوق الموسيقي اليوم بذلك في الماضي، ولكن هؤلاء يشكلون أقلية.
هذا هو ما أردتُ الإشارة إليه لصديقنا في التعليق السابق، حيث أنني أجد أن فكرة حبّي للون فنّي ورفضي للآخر لا تعتمد مطلقًا على جودة العمل الفني، وإنما تعتمد على تجربتي أنا مع الفن طوال حياتي، وتقبّلي لألوان وعدم تواصلي مع الأخرى. وبالتالي فإن الانتقاد الموجّه للجديد لمجرّد كونه جديدًا، أو على أساس رفض الذوق العام، كلّها أمور لا يمكننا أن نطبّقها في عالم معاصر. لأننا بهذه الطريقة نضع كل الأحجار الممكنة في طريق التجديد. وهذا أمر غير محبّذ على الإطلاق، على الأقل فيما يخص تواصل الأجيال مع بعضها البعض.
التعليقات