مهما آمنا بفاعلية العمل الجاد، لا يمكن أن ننكر دور الحظ في بعض الأحيان. فتختلف الآراء حول ما إن كان نصيبنا من الحظ قدرا ثابتا محتوما أو إن كان من صنع أيدينا. فما هو الدور الذي لعبه الحظ في حياتكم وما مدى إيمانكم به؟
هل تؤمنون بالحظ؟
قرأت في السابق مقالًا عن أنواع الحظ وقد اقتنعت به كثيرًا ومنذ حينها وأنا لا أنظر للحظ بنظرة سلبية وكأنه أمر عشوائي. هذه الأنواع هي:
- الحظ الأعمي: ويعني هنا الحظ العشوائي بالكامل الذي ليس له علاقة شخصية بك ويمكن أن يحدث لأي حد. مثل أن تكسب القرعة مثلًا أو تجد كنزًا على قارعة الطريق! وهذا حظ لا يمكن الاعتماد عليه على الإطلاق ولا توقعه أيضًا. ولكن يمكنك استغلاله في صالحك فإن وجدت المال في الطرقات يمكنك استخدامه للاستثمار وتحويله لأمر جيد فعلًا لك.
- الحظ الناشيء عن السعي: هذا الحظ يأتي من جهدك وتعبك الشخصي فيعني أن تطبق المقولة التي تقول "قف في المكان الذي يمكن للحظ أن يجدك فيه" فمثلًا إن كنت كاتبًا وأنت تكتب الكثير من المقالات في كل مكان ثم وجدك عميل لفرصة ذهبية بالصدفة. فهي ما تزال صدفة لكنك من هيأت كل شيء لكي تجدك تلك الفرصة في الوقت الذي أنت مستعد فيه لها. وكل ما نفعله من مجهود في أمر ما يجعل هذا الحظ في صالحنا بالتأكيد.
- الحظ الناشيء عن التجهيز: وهنا عندما تمتلك الخبرة في مجال ما فيمكنك عندها ملاحظة الفرص المحظوظة فعلًا. فمثلًا تخيلي معي ريان أنك مستثمرة ولديك خبرة في هذا المجال أفضل من أي شخص أخر ووجدتي عقارًا لا يرغب فيه أي ولكن بسبب خبرتك فأنتي تعرفين أنها فرصة ذهبية وعند الاستثمار فيه يتضح أنها فرصة رائعة ويقول الناس "يا لها من محظوظة" أو "لقد لعب المال معها" لكن في الحقيقة فرصة الحظ تلك أنت بخبرتك ومعرفتك من صنعها! ولذلك فأكثر أهمية من السعي أن يكون لدينا المعرفة الكافية التي تجعلنا نسعى باتجاه الفرص الصحيحة.
- الحظ الخاص بك: وهذا النوع هو النوع المعاكس للنوع الأول والذي يجب علينا السعي له والاعتماد عليه فكلما كنت كشخص لك هالة واضحة وشخصية مميزة أو أسلوب مميز في شيء ما كلما جلب لك هذا الحظ الجيد أو الذي يراه الناس حظًا بينما هو في الواقع نتيجة جهدك على الاستثمار في نفسك وفي النوعين السابقين. فهنا أنت لا تجري وراء الفرص كالنقطة الثانية والثالثة ولا تجيء لك كما تجيء لأي حد أخر كالنقطة الأولى بل هي "تطلبك بالاسم" ما تزال الأمر صدفة وحظًا ولكنها هنا حظ أنت من صنعه ولن يتوافر لشخص غيرك!
بالإضافة إلى الأنواع التي ذكرتها، أود أضيف ما يطلق عليه اسم حظ المبتدأ، فقد ذكره باولو كويسه في كتاب الخيميائي ولاحظت وجوده فعلا في الحياة. فلا أعلم تفسير ذلك، ولكن في الكثير من الأحيان ألاحظ أن الشخص في بداية مشواره في مجال معين، أو حتى في أمور حياتية بسيطة، يصاحبه نوع من الحظ في البداية. فهل لاحظت ذلك أيضا؟
لا أعتقد أنه يختلف عن حظ الصدفة بصراحة ولكن نحن من نربطه بالمبتدئين. لأنه في النهاية حظ غير مربوط بهؤلاء الأشخاص بالذات لأنه ليس لديهم بعد المهارات والخبرات التي تجذب الحظ من النوع الأخر لهم.
لكن من ناحية أخرى المصطلح مستخدم بكثافة فعلًا وسأحب البحث عنه
التعليقات