بغض النظر على نوع المشروع، ما هي النصيحة الوحيدة التي ستكتبها هنا، لعلني في يوم ما أعود لقراءتها مرة أخرى. من يدري ربما في الفترة المقبلة أؤسس مشروع خاص بي وأرغب في الاطلاع ببعض النصائح من هنا قبل البدء به. لهذا أتحفوني بنصائحكم.
لو أعطيتك ورقة وقلم، ما هي النصيحة الوحيدة التي ستكتبها لشخص مقبل على إنشاء مشروع خاص به؟
طالع ، و نفذ ....
كلمتان خفيفتان ، لكن ما ورائهما ، سلوك و عقلية تكتسب ...
بداية ، ماذا يعني أن أملك مشروعي الخاص ؟ يعني العمل على مستويين ، أن أملك مجموعة موارد بشرية و مادية و معنوية أديرها و أتصرف فيها ، هذا المستوى الأول ، أما المستوى الثاني فهو أن توجه هذه الموارد نحو الخارج (سوق، مؤسسات، مجتمع) من أجل إقناع هذا الخارج بدفع المال لك مقابل ما تقدمهم لهم من خلال هذه الموارد ....
طيب .... كل هذا ماذا يتطلب ؟ يتطلب معرفة عميقة ، و ليست سطحية ، بمجالات متنوعة ، مثل علم النفس ، و الإدارة و القيادة و علم الاجتماع و الثقافة و المالية و علم التسويق و المجال الذي ستخصص فيه مواردك .... لماذا تحتاج لمعرفة أصلا ، لأنها سلاحك ببساطة ، إذ أننا لسنا نعيش في زمن العبودية .... فأنت لست سيد الكون لتأتيك هذه الموارد من تلقاء نفسها و تتحرك تلقائيا من أجلك ..... يجب أن تطوعها أنت لك ، و تكون مسؤولا عنها ، فلن يكون أحد مسؤولا عن شيئا لا يخصه و لا يملكه .... الآن لماذا المعرفة العميقة ؟ لأنك ببساطة لن تبقى حبيس مختبر و مكتبة و كل وقت العالم أمامك ، أنت ستمر للتنفيذ و للتفاعل المباشر مع مختلف الفاعلين و المأثرين في محيطك ، و عليه ، عاجلا أو آجلا ستنهار كل معرفة سطحية تعول عليها !
أين يمكن أن نجد المعرفة العميقة الحقيقية ؟ ببساطة في الكتب ، فهي التي تعطيك زبدة تجارب البشر ، هي التي تعطيك امكانية الحوار مع أكبر العقول في التاريخ .....
الآن .... اذا امتلكت المعرفة ، فلا تظن أنك قادر على النجاح ..... لأن المال لن يأتيك ببساطة لأنك عريف !! المال سيأتي ممن استفاد من خدمة أو منتوج ، و لكي تقدم هذه الخدمة أو هذا المنتوج ، فعليك بالتنفيذ ، عليك بالفعل ، لا الكلام ، لا وهم الانغماس في التخطيط ..... فهذا وهم منتشر بكثرة ... أن تدور في حلقة المعرفة دون أن تمر لمرحلة التنفيذ ....
كيف أتعلم فن الفعل ؟ اجابة بديهية ..... افعل ..... جرب ..... لا تدخل في دوامة التفكير السلبي ، فور أن تنتهي من التخطيط ، نفذ مباشرة .... كيف ؟ أدخل في تجارب في المجتمع المدني ..... اذا كنت في الجامعة ، فالنوادي و المنظمات الطلابية هي ميدان مثالي للتجربة دون الخوف من الفشل ...
اذن .... كلمتان .... طالع ، و نفذ
التعليقات