هل حقًا يمكننا أن نؤمن بحقائق معينة دون دلائل، وإن كان كذلك هل يعني ان الحقيقة قد تكون مستقلة عن الدليل؟ كيف ذلك؟
هل يمكننا معرفة حقائق معينة بدون أدلة؟
الكلام في الإيمان بالحقيقة وعرفتها، هل يرتبط بالدليل؟
أما الحقائق فهي موجودة قبل الدليل بلا خلاف
يعني، هل يجوز لأحد أن يعتقد وجود المجرات قبل اكتشافها، وليس على اعتقاده أي دليل؟
لا يستطيع الإنسان العادي الاعتقاد بشيء لا يملك فكرة عنه و لا يستطيع تصوره أصلا،كيف يمكن لإنسان ما أن يعتقد وجود مجرة و هو لا يعلم معنى المجرة و لا ترد في باله أصلا؟
لكن سنفترض جدلا أن هناك شخصا ألمعيا فذ التفكير عندما عرف أنه يعيش على كوكب الأرض و رأى النجوم عمم هذا التصور و قال لا بد أن هناك في كوننا تجمعات لكواكب و نجوم مشابهة لكوكبنا و نجومنا و هذا التجمع يدعى مجرة قبل أن يثبت له ذلك و يتوافر له الدليل على ما يقول،ما المانع أن يكون هذا التصور صحيحا،لا مانع أبدا من صحة هذا التصور عقليا و منطقيا فهو محتمل سواء كان موجودا في الحقيقة أم لا،فما نتصوره و لا تكون فيه مشكلة منطقية أو تناقض فتواجده محتمل حتى و لو لم يكن موجودا بالفعل،ما يثبت لنا أنه موجود في العالم الحقيقي و ليس الذهني فقط هو أن نختبره و نراه على أرض الواقع
فمن وجهة نظرنا نحن لا يمكن لنا أن نثبت هذا التصور و نعده حقيقة إلا إذا توصلنا إليه و أثبتناه،أما من وجهة نظر المجرات فهي موجودة و لها كيانها المستقل الخاص و لا تبالي بنا و لا بأفكارنا،فعندما نناقش قضية ما يجب أن نحدد جملة المقارنة و المنظور،هل نناقش القضية من وجهة نظرنا كبشر أم أننا نضع مكاننا بدل المجرات و ننظر إلى الأمر كما تنظر هي إليه
فالحقيقة إن كانت حقيقة فعلا فهي موجودة و لا تبالي بنا لكن من وجهة نظرنا الخاصة لا نستطيع اعتبار تصور ما حقيقيا إلا إن أثبتنا أنه حقيقي حتى و لو كان حقيقيا فعلا،خذ على سبيل المثال و هو أروع الأمثلة على هذه النقطة الحدسيات الرياضية،فعلماء الرياضيات عبر التاريخ قدموا مجموعة من افتراضات تصورات قوانين و قالوا هذه القوانين هي كذا و لكننا لا نملك البرهان،لذلك قام الاتحاد الدولي للرياضيات بوضع جائزة مليون دولار لمن يبرهن صحة هذه الحدسيات أو خطئها،على سبيل المثال حدسية بوانكاريه و التي بقيت عشرات السنين لا يعرف أحد هل هي صواب أم خطأ حتى برهنها بريلمان في 2006 و أثبت صحتها،فنحن البشر قبل برهانها لم نكن نعرف أنها صحيحة أم خاطئة لكن هذا لا ينفي أنها صحيحة بحد ذاتها سواء عرفنا برهانها أم لا،فللقصة طرفان طرف بشري يقيم الأمور بمنظاره و طرف النظرية فمن وجهة نظر النظرية هي صحيحة لآلاف السنين و لا تبالي بنا و باعتقاداتنا عنها سواء صحة أو خطأ أو جهلناها كلها من الأساس
التعليقات