كنت منذ فترة مع أحد أصدقائي و فجأة فكرت في أكثر فكرة مجنونة هل فعلا نحن احياء بل هل نحن موجودون في الأصل إذا كانت ادمغتنا احيانا تصور لنا أشخاص و خيالات ولا نتسطيع أن نفرقها عن الحقيقة فلماذا لا يكون هذا العالم كله من الأساس مجرد وهم
هل نحن فعلا احياء ؟
أحيك أستاذ إبراهيم على طرح هذه الفكرة المترامية الأطراف والمتشعبة، وهذه الفكرة ليست مجنونة على الإطلاق بل هي فكرة شديدة المنطقية، فكلما تعمقنا في العلم اكتشفنا أننا لا نعلم شيء وإن حواسنا مضللة، الحقيقة أننا أحياناً نرى الوجود مشوه، وأحياناً أخرى لا نراه، والأدهى إننا نرى أشياء لا وجود لها. إننا نرى الضوء أبيض ولكن إذا قمنا بتحليله بمنشور زجاجي نتبين أنه يتكون من سبعة ألوان، ونرى الحقول باللون الأخضر، ولكن فى الحقيقة لاوجود للألوان من الأساس، فالألوان هي مجرد ترددات وأطوال موجية، ولكن عيوننا غير قادرة على فهم هذه الترددات فتترجمها إلى ألوان. ونرى الحقول باللون الأخضر، لأن أوراق النباتات تمتص كل أمواج الضوء ماعدا هذه الموجة ذات التردد المعين فيقوم الجهاز العصبي بترجمتها إلى لون أخضر.
كما يمكننا رؤية الماضي السحيق فإننا حين ننظر إلى السماء ونرى نجم يبعد عنا مليون سنة ضوئية، فإننا في الواقع نرى فقط الضوء الصادر من هذا النجم منذ مليون عام. أي أننا نرى ماضي هذا النجم، وربما يكون هذا النجم الآن اختفى ولا وجود له، أو تحرك إلى مكان آخر في أطراف المجرة .
والكون مؤلف من ذرات تتكون من نواة وتدور حولها إلكترونات بسرعات هائلة، ويفصل بين النواة والإلكترونات مسافات شاسعة. إذن ما نراه جماد ساكن هو في حالة صخب وضجيج هائلة، وما نراه مصمت في الحقيقة تتخلله مسافات شاسعة، ولكن حواسنا القاصرة لا تدركها. كما أننا في حالة الحلم نكون متيقنين أنه حقيقة ونكتشف أنه حلم فقط عند الاستيقاظ، ولذلك ترى العديد من الاتجاهات العلمية الحديثة أننا ربما نكون في حلم أو وهم، أو مجرد لعبة، أو أن كوننا ثلاثي الأبعاد هو مجرد انعكاس هولوجرامي لكون آخر حقيقي ثنائي الأبعاد. واعتقادي الشخصي أن هذه الحياة بفاصيلها كافة مجرد وهم وضلال ولحظات ضئيلة لا تذكر، وأننا سننتبه إلي الحقائق عند الموت، وعند انطلاق نفوسنا وأرواحنا إلي كون أرحب، بعد التحرر من أغلال الجسد.
التعليقات