كثيراً ما يثار الجدل بشأن تحويل العمل الإداري والتقني من مقرات الشركات إلى المنزل.
وهنا يطرأ تساؤل مهم للغاية، هل بيئة الأعمال العربية مؤهلة لهذا التحول السريع؟
أعتقد أن العالم العربي غير مهيأ مطلقا لا من الناحية الاجتماعية ولا الاقتصادية والبنيات التحتية للعمل من المنزل.
لا يتوفر الجميع على صبيب انترنت مناسب, هناك مناطق سكنية الانترنت بها شبه معدوم, تعرف بعض الأحياء انقطاع للكهرباء بشكل مستمر.
من الجانب الاجتماعي فإن العديد من المنازل العربية تعرف اكتظاظا وهرجا ومرجا من الأطفال وأفراد الأسرة, كما نفتقر لققافة الخصوصية والالتزام, حيث يتعرض الموظف لضغوط ومشاكل البيت وهو يعمل. كما قد يشكل الموظف ذات نفسه ضغطا على أفراد أسرته بشغل غرفة بالمنزل الضيق يوميا, أو أن يطالب الأب أو الأم من الأطفال عدم اللعب والتزام الصمت طوال الدوام, وقد يكثر الموظف الطلبات من أفراد الأسرة أثناء العمل, بل قد يشركهم مشاكل العمل.
من الناحية النفسية فإن العمل والعيش ببيئة واحدة مضر للصحة العقلية, هناك العديد من الدراسات حول موضوع المكوث بالبيت لفترات طويلة, الاعتياد على العمل من البيت لمدة طويلة جدا ينعكس سلبا على صحة العديد من الأفراد النفسية.
لذا وإن كان العمل سيتم فإن حاصل الإنتاجية سيكون ضعيفا, بل قد ينعكس سلبا على العلاقات الاجتماعية والصحة النفسية للموظف وأفراد أسرته.
من الجانب الاجتماعي فإن العديد من المنازل العربية تعرف اكتظاظا وهرجا ومرجا من الأطفال وأفراد الأسرة,
من وجهة نظري جواد أنه وللقضاء على تلك المشكلة، فأرى أنه يمكن تخصيص مكان للعمل من المنزل، وتربية الأطفال على ثقافة الهدوء أثناء فترة العمل هذه 😀، أرى أن هذا الأمر صعباً قليلاً، لكن مع الوقت قد تجدي هذه الطريقة نفعاً.
وأثناء فترة العمل هذه، ولكي لا يشكل الموظف عبئاً نفسياً على أهل بيته بكثرة الطلبات، فإن الموظف عليه أيضاً أن يأخذ معه في مكانه المخصص للعمل كل ما يحتاجه أثناء فترة الدوام، ويتعامل مع الأمر كما لو كان بعيداً عن المنزل، حتى لا يسبب ارتباكاً لأهل بيته.
التعليقات