كثيراً ما يثار الجدل بشأن تحويل العمل الإداري والتقني من مقرات الشركات إلى المنزل.
وهنا يطرأ تساؤل مهم للغاية، هل بيئة الأعمال العربية مؤهلة لهذا التحول السريع؟
مجرد قدرتنا الآن على إتمام العمل و الدراسة عن بعد لهو أمر جيد في بلادنا العربية، لكن المشكلة هي عدم الاستفادة من التغذية الراجعة عبر الاستماع لشكاوى المستخدمين، والطلبة ، فمثلا حين يصبح التوزيع الزمني للمحاضرات عن بعد قائما على رغبة المدرس، دون الأخذ بعين الاعتبار ان الطلاب لهم التزاماتهم أيضا، يصبح هناك ضعف في وظيفة الدراسة، كأن تكون مواعيد المحاضرات عشوائية. وربما هذا يجعل العمل عن بعد أكثر نجاحا من الدراسة عن بعد، حين تكون مواقيت العمل ملتزمة ، وستنجح الدراسة عن بعد حين تصبح مجدولة منضبطة بمواقيت محددة.
فمثلا حين يصبح التوزيع الزمني للمحاضرات عن بعد قائما على رغبة المدرس، دون الأخذ بعين الاعتبار ان الطلاب لهم التزاماتهم أيضا، يصبح هناك ضعف في وظيفة الدراسة،
هذا الأمر هو صميم تخصصي وعملي، وعلى المستوى الشخصي فالجهة الموقرة التي أعمل فيها تنظم بشكل واعي مواعيد المحاضرات حتى وإن كانت تتم بنظام الاون لاين، فتنظيم مثل هذه المسألة حله بسيط للغاية ويمكن تنظيمه عن طريق أن تقوم إدارة كل جامعة أو أكاديمية أو معهد أو حتى مدرسة بتنظيم الجداول الخاصة بالمحاضرات والحصص، ولابد لها أن تهيب بضرورة الالتزام بمواعيد هذه المحاضرات كما لو كانت تتم بشكل حضوري في القاعات والفصول الدراسية.
بالتأكيد، الصرامة في العمل ضرورية جدا، وهي لا تتعارض مع المرونة، كأن تؤخذ الأعذار المنطقية بعين الاعتبار بعيدا عن عقوبات تكرهك بالعمل، ولكن من ناحية أخرى، أن لا تتكرر الأعذار ، وأن يتم إيجاد حل للمشاكل المتكررة.
بالتأكيد، الصرامة في العمل ضرورية جدا، وهي لا تتعارض مع المرونة
صحيح، فالإدارة لها بعد اجتماعي وآخر إنساني، حيث يمكننا إذا أن نضع معايير وقواعد أساسية حاكمة للتصرف فيما يتعلق بمواعيد المحاضرات، ومن الممكن أن يستثنى من ذلك من تتوافر لهم أعذار مقبولة، أما بشكل عام فلابد وأن يكون هناك نظام عام لتنظيم هذه المسألة.
التعليقات