دائما ما كانت تزعجني هذه المشكلة فبحكم اطلاعي على اللغة الانجليزية والعلوم المكتوبة بها لاحظت العدد المهول من المصطلحات المُنتجة في مختلف المجالات العلمية والتقنية وهي في ازدياد مضرد كل يوم، ولا وجود لمشروع حقيقي او محاولة حتى لترجمة هذه المصطلحات وأنا أتكلم هنا على مستوى الدولة لا الافراد.
كنت اخشى على العربية اندثارها وتأخرها عن ركب العلوم (وهذا هو الحاصل) وذلك لأنه ان لم تكن لغتك قادرة على استيعاب العلوم فسيلجأ طلابها الى استعمال اللغة القادرة على ذلك بل وسيحاولون اتقانها اكثر من لغتم الام، كيف لا وهي مفتاح فهمهم في تخصصهم واعمالهم. لا اريد الاسهاب في التحدث عن المخاطر قدر محاولتي التكلم عن الحلول الممكنة وربما النقاش حولها. وأنا وإن لم اكن مختصا في ذلك فإني اطمح ان اسمع ممن لديه علم في هذا وبيان الامر لي وتوضيح ما التبس علي.
دائما ما كنت ابحث في الانترنت عن مقالات من لغويين او مختصين يتكلمون عن هذا الامر، المقالات التي وجدتها على قلتها فإنها تؤكد في معظمها على ضرورة الإعتماد على الاشتقاق واعماله وجعله وسيلة العربية للترجمة.
وحقيقة فالامر منطقي بعد النظر في الموضوع فمثلا فإن المصطلحات الجديدة الانجليزية التي تصدر غالبا ما يتم انتاجها إما باستعمال البوادئ او اللواحق
Prefix و suffix
او بدمج كلمتين معا او ما شابه ذلك. واللغة الانجليزية قوية في هذا ومتمكنة بعكس العربية التي لا تستعمل هذا الاسلوب كثيرا في انتاج الكلمات (على ما اعتقد) فهي ليست من نقاط قوتها بعكس الاشتقاق الذي يكون في العربية اقوى عمن سواه من اللغات اي هو من الامور المميزة فيها.
والسؤال هنا: لماذا لا تتخذ الحكومات العربية إجراءات لحل هذه المشكلة ؟ألا يكفي تشكيل او حتى الاستعانة بالمجامع اللغوية الموجودة حاليا وتشكيل مجمع موحد لكل الدول العربية يصدر فيه في كل فترة دورية (ثلاثة اشهر مثلا
ويصدرون ما ترجموه من مصطلحات وفي كل سنة مثلا يصدرون كتابا او ما شابه في كل ترجمات السنة وما سبقها من سنوات تكون مرجعا لكل المترجمين او متعلمي اللغة؟
هل الاشتقاق بهذه الصعوبة؟ فمثلا بما أن حرفي الجيم والنون يدلان على الخفاء كانت كل الكلمات المتكونة منهما تدلان على الخفاء ومنها جاءت كلمة الجنين وذلك لانه مخفي في بطن امه، فبإمكاننا وعلى هذا القياس ان نترجم مصطلح wi-fi مثلا
وبما أنه يدل على موجات مخفية غير مرئية بالعين البشرية الى كلمة (جواني او ماشابه ورجاء لا تتعقد من الكلمة فإني قد ذكرتها على سبيل المثال فقط لا اكثر)
لماذا لا يفكر أحد بجدية بهذا؟ وما هي الحلول الممكنة حاليا في رايكم؟
التعليقات