لقد بَتَرَت مزاجيتي ذلك الرابط المتين الذي كان بيني وبين الكتابة. منذ مدة، تعلمت أن العلاقات الإنسانية القوية لا يستطيع بترها الغياب، وعلى هذا الاعتقاد طال الأمد بيني وبين جلسات الكتابة. اكتفى قلمي بعشرات الكلمات التي أكتبها في دفتري نهاية كل يوم، حتى بتُّ أشعر أن صبَّ أفكاري بات ثقيلًا وكئيبًا في آنٍ واحد.
اليوم، حاولت أن أُعيد حياكة هذا الرابط مرة أخرى. بكيتُ تارة، وضحكتُ تارة أخرى، وأصابني الذهول عندما تعقَّد الخيط في منتصف عملية الحياكة. نفضتُ آثار البكاء وجلستُ أتأمل السماء براحة غريبة. طاف في مُخيلتي تساؤل عجيب: لماذا أجد كل هذه الصعوبة في طريق العودة إلى شيءٍ أُحبه؟!
بقدر محبتي للكتابة ومحبتها لي، أيقنتُ اليوم أن يدي في حالة تأهُّب دائم للفرار من قلمي والنفور من كلماتي حال البعد المتعمَّد والعشوائية المُنبثقة. لكن ما يشغلني حقًا: كيف يمحو البعد لحظات المودة؟ كيف بإمكان مزاجيتي أن تصنع حدًّا هائلًا بيني وبين الكتابة هكذا؟ بجمودٍ كبير، كيف أكسر هذا الحاجز؟
#فاطمة_شجيع
١٧ فبراير ٢٠٢٥
قيود الكـتـابـة
التعليقات