ولعلُّ الحياةَ تعيدُ إلى قلبي، ولعلُّ الزمانَ يعيدك إلى داركِ

ها أنا أعودُ أحلمُ بك من جديدٍ بعد أن أنسَتْني السنينُ.

كلما قَسَتِ الأيامُ، ورأيتُ نفسي وحيدةً، مجرَّدةً من أيِّ شيءٍ أستندُ إليه، وتمنَّيتُ أن أختفي من هذا العالم،

تذكَّرتُ ألمَ فقدانك، فخِفتُ على عينيَّ الصغيرتين أن يمرَّ على قلوبِهِنَّ ليلُ الدموعِ والأحزان.

نعم، نسيتُك في الأفراح، وتذكَّرتُك عندما يضيء وجهي في الظلام.

لعلَّك تعيشُ في النعيم وتنسى مَن أكون، أو أنّك تراقبني من بعيد.

ما زلتُ تلك الصغيرة التي تكتبُ لك كلماتِ الشوق وترسلُها مع الملائكة.

لطالما حلمتُ بلقائك في أحلامي عندما كنتَ حبّي الوحيد.

وها أنا أُرجِعُك إلى قلبي لأدفئكَ من برودةِ الصخر.

لا أعلم مَن الحزينُ في هذا اليوم — أنا أم أنت؟

كنتُ أتمنّى أن تكون بجانبي، لكنتُ أكثرَ قوّة،

ولكنتُ ارتميتُ في أحضانك وأشكو لك أشياءً تؤلمني.

ليتَك موجودًا لتجيبني عن ألفِ سؤالٍ يدور في مخيلتي.

اشتقتُ إليك، وكلمةٌ واحدةٌ يصعبُ عليَّ أن أنطقَها: أين أنت؟

لا أسمعك.

لا أعلم ما الذي يعذّبني، لا أعلم ما الذي يقتلني، ولا أجد لوجعي تفسيرًا،

غير أنني أعلم أنّك لن تعود.

صعبٌ عليَّ أن أتخيّل أنّك رحلت، فأواسي قلبي الصغير بأنّك سوف تأتي.

ما زلتُ صغيرةً لم أكبرْ حين أشتاق إليك.

لا أعلم لماذا أحبُّك رغم أن ذكرياتي بك قليلة،

لكنِّي أشعر أنّني أتذكّرك من زمنٍ بعيد، ولم أبلغْ بعدُ سنَّ الرابعة.

أتذكَّر رحيلك وأدعو لك، فتخنقني العَبرة وأقول: عُد إليَّ سالمًا.