فَمَاذَا جَرَى لِي وحِيدٌ أَسيرْ

أُصَارعُ هَمّي وليلي يَضِيقْ

وتَاهَتْ خُطَايَ بصَحرَائِهِم

كأنَّي أسِرتُ بِحُبٍّ غَريقْ

وقَلبي كغُصنٍ رَقيقٌ خَفِيف

يَهُزُّنِي شَوقٌ فَما قَد أَفيقْ

هَجَرنِي الَّذِي قَال أنّي أَمِين

فأينَ الأَمانُ وأنتَ الوعِيقْ 

تَرَكنِي ولَهفِي ووَجدِي يَزِيدْ

يُعَاتِبُ نَجماً بعيداً صَدِيق

أَعِيدُ لِقَانا لِقَانَا الوَحِيدُ

فيَصحَى الحَنينُ ويَبكي العَشيقْ

ولَيتَ الزَّمانَ يَعودُ بِنا

ولكنَّ واقعَنَا لا يَليقْ 

فأوصَالُنَا مُزِّقَتْ وانْمَحَى

غَرَامَ الوعودُ فَما مِن رَحِيقْ

بَحَرتُ بأمواجِنَا لَيلَةً

يُمَازجُ خَوفِي بقَلبِي حَرِيقْ

فَسِرتُ وحِيداً أُواسِي جُروحِي

فَلا تَعَتِبوا مَنْ أَضَلَّ الطَّرِيقْ

فَهَلْ مِنْ سَبِيلٍ لَقَلبٍ مزِيقْ

بِبحرِ الكُمُودِ العَمِيقُ غَرِيقْ

-أحمد القيسي

البحر المتقارب.