السلام عليكم
لديّ مشكلة أشعر فيها أنني تائه إلى درجة لا توصف. تفكيري كلّه يتجه نحو الحرام، لا أستطيع النوم جيدًا، تركت الصلاة، وديني يتجه نحو هاوية الإلحاد، على الرغم من أنني أعلم يقينًا أن رب العالمين موجود، لكنني لا أستطيع أن أفعل شيئًا. أكفر وأسب كثيرًا، والمشكلة الأكبر أنني أصبحت أكفر وألحد منذ سنة كاملة.
أصبحت شخصًا سيئًا جدًا، دراستي متدهورة، لم يعد لديّ هدف سوى أن أستيقظ صباحًا وأنتظر الليل ليأتي. أعيش في الحرام، ومنذ أسبوع حمّلت تطبيقًا للأقمار والمراهنات، وضعت فيه مبلغ 5 دولارات، وربحت حتى أصبح المبلغ قرابة 200 دولار. سحبت المال، وشعرت أنه حرام، وأحسست بشعور غريب جدًا لم أشعر به من قبل عند أخذ المال. تبرعت به، لكن رغم ذلك بقي الإحساس داخلي.
أما دراستي فهي في وضع سيئ جدًا، منذ 2024 ونحن الآن في 2025، وقد رسبت، وهذه السنة الثانية وأنا متجه نحو نفس المصير: الرسوب.
على الرغم من أنني كنت سابقًا ملتزمًا بديني، لا أترك صلاة، أصلي جميعها في المسجد، ودرجاتي كانت جيدة جدًا، أما الآن فقد وصل بي الحال إلى الإلحاد، وعقوق الوالدين، والكفر، والشرك. هذا الضياع دمّرني، لم أعد قادرًا على التفكير أو النوم براحة.
مع ذلك، عُرض عليّ الزنا مرة ورفضت، لأن هناك شيئًا بداخلي يمنعني، رغم أنني ضائع من الداخل. لا أستطيع سماع القرآن، أكرهه، وألجأ إلى الأغاني فقط، ومع ذلك يوجد شيء داخلي يمنعني أحيانًا من ارتكاب الحرام.
وفي أحيان أخرى أفعله وأنا مرتاح، دون تفكير بعاقبته. الأمر يزداد سوءًا يومًا بعد يوم، وأصبحت أسوأ مما كنت سابقًا. الناس تعتقد أنني نفس الشخص القديم، لكن الحقيقة أنني شخص جديد، سيئ إلى درجة لا توصف. أبسط الأمور تجعلني أكفر بالله، ثم أعود فأستغفر بعد دقائق، ثم أعود للكفر مرة أخرى.
أنا وحيد تمامًا. لا أملك أصدقاء، لا صالحين ولا سيئين، ولا يوجد في حياتي شخص أثق به. أعيش هذا الصراع وحدي، وأتألم بصمت.
أتمنى فقط أن أجد إنسانًا يستطيع التواصل معي يوميًا، شخصًا يكون لي كالأب أو الأم أو الأخ الأكبر، أكتب له دون خوف أو حكم، يسمعني ويفهمني، لأنني ضائع، ومتعب، ولا أريد أن أضيع أكثر مما أنا عليه الآن.
إن كانت هذه الكلمات قد وصلت إلى قلبك، فاعلم أن صاحبها لم يكتبها بحثًا عن شفقة، بل عن يدٍ تمسك به قبل أن يسقط أكثر، وعن نورٍ صغير يعيده إلى الطريق قبل أن يضيع تمامًا.
.
التعليقات