والله قصتكِ مؤلمة يا أختي، لأنها تحكي عن تعب السنين وخوف حقيقي من الظلم داخل البيت. أمكِ مهما كانت نيتها قد أساءت في التصرّف، خصوصًا حين فضّلت ابنها على بناتها، وضغطت عليكن في النفقة. بصراحة، ما فعلتِه تصرّف ذكي جدًا. كونكِ اشتريتِ أرضًا وبنيتِ بيتًا لتؤمني نفسكِ ولو بدخل بسيط، فهذا دليل وعيٍ وبعد نظر. لا تتراجعي عن هذا الطريق أبدًا، فالحياة لا ترحم، والاعتماد على أحد بات مخاطرة كبيرة.
نصيحتي لكِ استمري في التوفير، واحتفظي بسرّ مدّخراتكِ لنفسكِ، حتى عن أقرب الناس. اجعليه سركِ وسندكِ. وحاولي أن تفكّري بمشروع صغير على المدى الطويل ولو كان بسيطًا لأن الراتب وحده لا يكفي للأمان في المستقبل. أما أختكِ، فأسأل الله أن يشفيها ويقوّيها، فمرضها مؤلم، خصوصًا حين لا تجد من يرحمها أو يقدّر معاناتها. كوني لها دعمًا نفسيًا، فالكلمة الطيبة أحيانًا تساوي مال الدنيا وأخيرًا، لا تدعي الخوف من المستقبل يسيطر عليكِ، بل اجعليه دافعًا لكِ. أنتنّ البنات إذا اتحدتنّ ووقفن معًا، فبإمكانكنّ بناء مستقبلكنّ من دون حاجة لأحد. صدّقيني، المرأة التي تعتمد على نفسها وتفكر بعقلها تعيش بكرامة، ولو كان العالم كله ضدّها.
التعليقات