السلام عليكم...بلغت الخامسة و الثلاثين منذ اسبوع تقريباً و قضيت العام الذي يسبقه في الم و قهر و حزن و ندم ثم الوعي بأنني قد أضعت ١١ عام في انتظار زوج صالح كي أشعر بالسعادة لأنني لم أكن أشعر بالسعادة و لا افرح لأي سبب رغم امتلاكي الاهل و الوظيفة و غيرها من النِعم كنت أشعر انني احتاج لحب رجل في الحلال اسكن آلية و ذلك لم يحصل لحكمة عند الله فقد تزوجت و تطلقت لأسباب تافهة فطليقي أراد التخلص مني لأنه لم يحبني رغم كل ما فعلته له و رغم التماسي له العذر دائماً و لكن المحبة من الله و لا سلطة لي على قلبه و تطلقت و عدت لأهلي و بعد عام من الندم و الألم و الحزن على السنوات التي اضعتها و على شبابي الذي ذهب سدى بدون انجاز قررت النهوض و ترك الندم على ما فات فالعمر فيه بقية ان شاء الله فقد وضعت أهداف تناسب قدراتي و مواهبي و مهاراتي و ما انعم الله به عليّ فقررت العودة إلى الله و إصلاح علاقتي به و إصلاح عيوبي و البدأ في حفظ القرآن و تعلم وصفات طبخ جديدة و تطوير قدرتي في الرسم و قراءة الكتب و البدأ بمشروعي و تطوير علمي في اختصاصي و تطوير لغتي الانكليزية لكن المشكلة يا اخوتي هي أن الوقت لا يسعني ان أنجز كل ذلك كوني اعمل بوظيفة و مسؤولية البيت انا اتحملها من تنظيف و غيره فكيف استطيع التوفيق بين كل ذلك؟ فكرت مثلاً ان أنجز السنة ٤ أهداف و هي الرجوع إلى الله و إصلاح عيوب النفس و حفظ القرآن و الطبخ على سبيل المثال ثم السنة التي بعدها أنجز البقية ان أطال الله عمري مع مراعاة ان هناك أهداف تستمر لسنوات مثل حفظ القرآن و إصلاح العيوب ،فما هي نصائحكم لي حتى استطيع التوفيق بين كل ذلك؟
كيف أرتب أهداف؟
مرحبًا سارة، كيف حالك؟ أتمنى أن تكوني بخير.
أولًا، اعلمي أن الرغبة في الزواج فطرة في الإنسان، لذلك فاقدها فعلًا قد يكون فاقدًا لإحساس السعادة والسكن، ولا أريدك أن تحزني فلستي وحدك التي تطلقت في سن صغير، فالكثيرات والكثيرات في ظل القوانين التعسفية السيئة تم تطليقهن، فمنظومة الزواج خربة في العالم كله، ويكفي لهذا أن تنظري لإحصائيات الطلاق والزواج في العالم لتتأكدي من هذا بنفسك.
فهذا تقرير للـBBC يرصد كيف أن معدلات الطلاق ارتفعت بشكل جنوني في الدول العربية كلها:-
لذلك لا تحزني، فلستي وحدك.
وأما بالنسبة لنهوضك من عثرتك فأحسنت الفعل، أنت هكذا على الطريق الصحيح، وسعيك في محاولة تحسين حياتك هو أفضل ما فعلتيه، ولكن هدئي من نفسك، فلا أحد يسعى خلفك، فقط ركزي على ما سيفيدك بشكل عملي في دنياكِ وآخرتك.
لذلك أنصحك بالتوقف عن تضييع الوقت في الرسم، إلا إن كنتي تريدين العمل كمصممة جرافيك، الرسم سيكون مساعدًا كبيرًا لك، أما إن لم تكوني هكذا فأوقفي تضييع وقتك في الرسم.
ركزي على بناء مشروعك الخاص، فهو الذي سيحميكي ماليًا مستقبلًا، وأنصحك بقراءة هذا المقال على موقع حسوب لتعرفي كيف تبدأين مشروعك.
كما أنصحك أيضًا بمتابعة مجتمع ريادة الأعمال بمنصة حسوب IO إذ ستجدين فيه تاكثير من النقاشات حول إدارة المشاريع وبناءها وكيفية التسويق لها وكل هذا يمكنه أن يفيدك في مشوارك، وهذا هو رابط المجتمع:-
أما بالنسبة للتوفيق ما بين وظيفتك وإصلاح عيوب نفسك وحفظك للقرآن فأولًا أبشري، مشروع حفظ القرآن هو المشروع الوحيد الذي لا يفشل حتى لو لم تحفظي القرآن أصلًا، فمجرد سعيك يوميًا لحفظ ولو خمس آيات وترديدك لها وتكرارك لها فيه ملايين ملايين الحسنات، فمبارك عليك أنت فائزة سواء حفظتي أم لا.
لذلك لا تضغطي نفسك في الحفظ، رسول الله ﷺ يقول:-
" إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا، وقاربوا، وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة، وشيء من الدلجة ".
أي أن التشدد في محاولة القيام بكل شئ ستؤدي بك للانهيار والهزيمة وعدم القيام بأي شئ، فخففي من ورد الحفظ واجعليه ولو خمس آيات في الأسبوع فقط، فأنتي فائزة في كل الأحوال.
أما بالنسبة لإصلاح عيوب نفسك فالوظيفة ليست عائقًا لك إطلاقًا، بل إن تعاملك اليومي مع زملائك هو صقل عملي لتهذيب نفسك، فاستغلي تعاملك اليومي في صقل مهاراتك في تنقيتك من عيوبك.
ولا داعي للقلق من أي شئ، استمري في السعي الخفيف الهادئ، وإن احتجتي أية مساعدة فنحن هنا موجودين بجانبك.
انا اشكرك يا عمرو على نصيحتك الطيبة و لأنك اتعبت نفسك و كتبتها كل ما قلته صحيح و خاصة بالنسبة لموضوع الرسم كنت و لسنوات طويلة عندما كنت أقرأ الكتب و اثقف نفسي متجنبة الرسم رغم امتلاكي القدرة و الموهبة كنت أراه تضييع وقت و نعم دائماً اقول لنفسي ان حفظ القرآن هو أفضل لي مع السعي لأصلاح عيوبي حتى و ان كانت طفيفة
أود استشارتك في أمر اخر
انا انشر على الفيس و في الكروبات منشورات توعوية دينية بشكل شبه يومي افكر بترك الأمر لأنه ربما يكون مضيعة للوقت لكن الأمر الاستمرار في الأمر فيه أجر كبير انت ما نصيحتك لي في هذا الموضوع؟
التعليقات