أنا طبيبة تخرجت العام الماضي، وبدأت عمل مباشرةً في أحد المستشفيات الحكومية، ليس لدي خبرة بالحياة فما زال جو العمل غريب علي أحاول التأقلم، وأثناء انتقالي لمكان عملي ركبت أتوبيس للنقل وأنا أجلس على أحد المقاعد وجدت شابا بالجهة المقابلة يتحرش بالفتاة التي تجلس أمامه بأن يمد يده من الفاصل بين المسند والمقعد، وعندما ركزت وجدتها فتاة صغيرة لا تتجاوز ال10 سنوات جالسة بجوار أمها، وربما لا تفهم ما يحدث لتستجير بها، والفتاة لا تفعل شيء سوى أنها تتحرك للأمام، من الصدمة لم أعلم ماذا أفعل، كل ما تمكنت منه أن نظرت له نظرة قوية وما أن وجدني أنظر له هذه النظرة حتى تراجع عن فعله، ونظر في الأرض، لكن ما زلت من داخلي أشعر بالتقصير في حق هذه الفتاة، وعندما وصلت لمكان عملي وذهبت لأحد الأقسام لرؤية زميلتي لأحكي معها فكنت متضايقة جدا وجدت هذا الشاب بوجهي ويلبس زي التمريض، صعقت جدًا، كيف لشخص كهذا أن يُستأمن على المرضى، هو نظر للأمام وأكمل مسرعا واختفى من العنبر، لكن لدي تأنيب ضمير كبير تجاه كل من سيقع فريسة لهذا المتحرش، ولكن لا اعلم ماذا أفعل فلا يمكنني اتهامه دون دليل بالمشفى، ونادمة أني لم أفضحه بالأتوبيس ليأخذ ما يستحق.
ماذا تفعل لو رأيت متحرش يتحرش بفتاة صغيرة في وسيلة نقل عامة واكتشفت بعد ذلك أنه زميل بالعمل؟
أحيانا عندما نكون بالموقف يصابنا الصدمة ولا نفعل شيء كما كنا نتوقع، ربما لا ألومك لكن سألوم الأم كيف لم تلاحظ أن ابنتها غير مستقرة على كرسها وتتحرك للأمام كان واجب أن تطمئن بسؤالها ودائما لابد أن يكون هناك مساحة بين الأطفال والأباء لمشاركتهم بأي شعور غريب يرتاد عليهم.
بالنسبة لمكان العمل، يمكن التحدث مع زميلتك أو الذهاب معها لمدير القسم وإخباره بالقصة، وهو وفقا لحكومته سيتعامل أما سيراقب تصرفاته أو على الأقل لن يمنحه الثقة الكاملة، لكن تركه هكذا غير صائب برأيي وسيتمادى
فعليا هذا هو ما حدث معي، رغم أني من الأشخاص التي تتخذ موقفا ولا تسكت، بالنسبة للأم أنا أيضا اندهشت من عدم ملاحظتها لقلق ابنتها فكانت كثيرة الحركة بشكل ملحوظ يوضح قلقها.
أحيانا لا يخبروا الأبناء أبائهم بسبب الاحراج أو عدم تمكنهم من استيعاب المشكلة بأسلوب فعال، بدلا من النقد أن رفع الصوت.
بالنسبة لمكان العمل، محرجة قليلا لأن رئيس القسم رجل وأشعر بالحرج بالحديث معه في هذه المشكلة، لكن سأفكر في مقترحك بالتأكيد وكيف أنفذه.
من البداية يا نور أصلا، وبغض النظر عن هذه المواقف، لا يجب أن تنتظر حدوثها، على الأم والأب أن يجعلا هناك مساحة آمنة بينهما وبين الطفل يمكنه مشاركة ما يحدث معه من أمور غريبة، وأن يحكي يومه بكل تفاصيله، فالطفل بطبيعته قد لا يميز بين الأمور العادية وغير العادية. أنا بنفسي حتى سن كبير كنت لا أستطيع التفريق بين كثير من الأمور، أتذكر حدوث هذا الأمر وأنا طفلة فكنت أبرر بأنه لم يقصد ذلك، وأنه فقط اضطر إلى اللمس بسبب التدافع مثلا أو دون قصد منه وأنني من أبالغ. إلى جانب ذلك، الطفلة ستستحي أن تشارك الأمر مع أمها التي لا تعطيها هذا الحق لأن الكلام في هذه الأمور عيب!!
التعليقات