حتى وإن كنت غير قارئ يا عبد الرحمن، فانعدام المعرفة ليس بالشيء المشين على الإطلاق. إنه معيار فاشل، أعتذر عن قسوة وصفي لأستاذك، لكن الفكرة لا تتمحور أبدًا على مع معرفتنا بالإجابة، وإنما تتمحور حول قدرتنا على طرح الأسئلة ورغبتنا في ذلك.
لهذا السبب أرى أن الأستاذ في مثل هذه المواقف يفقد واحدة من السمات التي يجب أن تتوافر فيه بالضرورة، وهي سمة استخلاص الأسئلة. كان الفيلسوف الإغريقي والمعلم الكبير سقراط يتمسّك دائمًا بأسلوب "القابلة"، والقابلة هنا تعني المرأة التي تساعد النسوة على الولادة. كانت هذه وظيفة أمه في الأصل، وقد كان يؤكّد دائمًا على أنه يولّد الأفكار من رؤوس تلاميذه دون أن يخبرهم بها مباشرةً، تمامًا كما كانت تفعل أمّه. هذا هو نموذج المعلّم الحقيقي، المعلّم الذي يسعد بحماسة التلاميذ نحو طرح الأسئلة، لا قدرتهم على حفظ أكبر قدر من الأجوبة.
التعليقات