ابى كان عصبى يضربنى (بشده لدرجه نزول الدم احيانا) وانا طفل اقل من 5 سنوات (لا اتذكر اقل من ذلك)، وينعتنى بالغبى والفاشل ويقارننى مع الاخرين،
امى كانت تهتم بالبيت والطعام واهملت الجانب العاطفى، لم يحضنى والداى ابدا من صغرى حتى الان،
انا ولد واحد متوسط اخوتى الثلاثه البنات،
فى عمر 6 سنوات، منذ دخولى المدرسه وانا اريد المذاكره ولاكن لا اعرف الطريقه (بالطبع احب اللعب مثل اى طفل، ولاكن اريد التفوق)،
امى كانت تجلس معى قليلا عندما اطلب منها وتنتظرنى ان احدد انا ما اريد مذاكره (لم اكن اعلم كيف اذاكر او تحديد جدول مذاكره، فكنت اذاكر بطريقه عشوائيه، كنت اتمنى لو تساعدنى امى)، وابى لم يكن مهتم بالدراسه، ومع ذلك كان مستواى الدراسى متوسط،
فى عمر 9 سنوات، قرر ابى ان يبداء المذاكره معى لتحسين مستواى الدراسى، (اغرب واعنف طريقه مذاكره) فى الصباح يحدد لى عدد من صفحات الاسئله لحلها، ويتركنى دون ان يشرح لى شئ، وفى المساء يراجع الاجوبه ومع كل اجابه خاطئه يضربنى (بشده لدرجه نزول الدم احيانا)، كل يوم يسمع الجيران والاقارب صوت ابى العالى، فنصحوه ان يشرح لى الدروس عده مرات حتى افهم، ولاكنه رد "انه على ان اركز فى المدرسه" "ما فائده تكاليف المدرسه اذا كان سيشرح مجددا فى المنزل"، بسبب معاناتى فكرت فى الانتحار
فى عمر 11 سنه، يوما ما قلت لابى ان يتوقف عن ضربى واريد ان اعيش سعيدا، ولاكنه رد "انت السبب ترتكب الاخطاء و احمد ربنا لان هناك اباء اسوء من ذلك"، وقرر عدم المذاكره لى مجددا وهددنى بالطرد من المنزل ان لم احصل على درجات عاليه (شعرت انى وحدى وليس لى عائله وبكيت عده ايام)، بدات اعيش فى "احلام اليقظه"، فكنت اتخيل عائله اخرى اعيش معها بسعاده ويحضنونى،
فى عمر 13 سنه، كل يوم يزداد احتياجى للحضن، واردت الانتقال من احلام اليقظه للحقيقه، فكرت ان اخبر معلمتى (50 سنه) فى المدرسه بمعاناتى ربما تشفق على و تعطينى حضن، ولاكنى تراجعت وربط قلبى، وركزت فى دراستى وتحسن مستواى الدراسى ليصبح جيد، وبسبب توترى الشديد فى الدراسه واريد التفوق اصبت بـ"وسواس التكرار" فكنت اتاكد عده مرات من الدروس وورقه الامتحان، وكوابيس اثناء النوم انى لم انجح،
فى عمر 15 سنه، ازداد احتياجى للحضن جدا مجددا ولم استطيع السيطره عليه هذه المره، كنت اعيش فى "احلام اليقظه" فى كل مكان حتى وانا اسير فى الشارع كنت اصدم بالاعمده احيانا، لم اعد اركز فى المدرسه ولا المذاكره، وكل ما يشغلنى هو الحصول على حضن، مجددا فكرت ان اخبر معلمتى (50 سنه) فى المدرسه بمعاناتى ربما تشفق على و تعطينى حضن، وتشجعت هذه المره واخبرتها، ولاكنها تهربت منى سريعا بانها مشغوله، كانت تسكن قريب من منزلى وبسبب المى واحتياجى الشديد ذهبت لها منزلها بعد المدرسه، هددتنى بان ارحل والا اتصلت بالشرطه، اخبرتها انى سانتحر فلم تهتم، رحلت ولم اكلمها مجددا، وتعلمت ان لم يحبنى احد ابدا ولم يعوضنى عن حضن امى احد ابدا،
فى عمر 16 سنه، اصبت بـ"وسواس النظافه"، حاولت اشباع نفسى بالحب عن طريق "احلام اليقظه" و ممارسه الهوايات، شاركت فى مسابقه علميه عالميه لصناعه "الروبوتات" وحصلت على ماديليه المركز الثالث، ولاكنى توقفت عن كل شئ وحتى الدراسه ولم يعد للحياه طعم سوى الاستمتاع بالاكل و"احلام اليقظه"
فى عمر 25 سنه (الان)، لا شئ جديد مستمر فى "احلام اليقظه" و"الوسواس"، لا دراسه لا عمل لا هوايات، لدى نفور شديد من عائلتى، ربما يكون الزواج وسيله للحصول فى حضن، ولاكن اولا انا اريد حضن من "ام" كبيره اكون طفلها وليس فتاه صغيره، ثانيا اخاف من انجاب اطفال واعذبهم مثل ابى، اكره نفسى وصوتى ووجهى،
افكر فى النهايه فلم يعد هناك شئ جديد، وفقدت الامل فى الحصول على حضن، ربما كان على طلب حضن من الاخرين وانا فى عمر صغير،
لدى سؤال واحد اريد معرفته قبل النهايه، باقى اخواتى طبعيين وتخرجوا ويعملون وتزوجوا، هل انا مريض ولدى افكار غريبه! هل كنت ساكون طبيعى لو كان لى عائله اخرى؟
التعليقات