كن أنت أنت كما أنت؛ وتذكر فبعض البشر قد لا يراك كما أنت وقد ينظر لك بنظرة غير سوية؛ إما تكون تلك النظرة نظرة فيها تفريط، أو نظرة فيها غُلُو؛ وفي الحالتين أنت هو أنت وكما أنت.

والصورة التي تكوّنت أولاً وأخيراً، فهي قد لا تُمثلك... لا من قريب ولا من بعيد، فالشخص الذي أراد أي نوع الصورتين فهذا ليس للصورة ذاتها أو لذات صاحبها؛ واللحظات التي تمر والصورة لا تزال بحوزته ليس كما ذكرت آنفاً لذاتها أو لذات صاحبها؛ بل فقط من أجل بعض الاستخدامات والتحريرات والتعديلات التي تخدم مصالحه.

وبعد أن تنتهي مصلحته لن يدع لك كلتا الصورتين هكذا! بل. . . سيعيدها سيرتها الأولى؛ خاصةً إذا كانت تميل إيجاباً؛ وقد يزيلها ويقوم بإتلافها! وإن أبقاها لكونها سلبيةً؛ فأنت أنت كما أنت تعلم أنك أنت! وهو يعلم من أنت ابتداءً وانتهاءً!!

لكن أنت عندما تتظاهر وتتمايل بلا حاجة أو ضرورة سوى أن تجعل البشر ومن حولك يرونك لست كما أنت ومن أنت وكل هذا زيفاً وزوراً وبهتاناً، ومع ذلك أنت تعلم من أنت! وأنك لست أنت أنت كما يرون؛ ولكن ربما وبسبب هذه الدوامة قد أنعشتك قليلاً؛ وتملأك رغبة جامحة بخوض التجربة ولو للحظات معدودة، فيها تُصدق أنك أنت أنت طبقاً لحالك الآني؛

لدرجة أن قد تضحك على عقلك اللآواعي وتخدعه وتضلله ليبلُغ التصديق، ومن ثم وبلا شعور ولا مقدمات تُصبح تحت سطوته وتأثيره؛ فيُؤثر بك حتى تتأثر، ثم تقتنع ثم تُصدق، ثم يكون داخلك مؤمناً ومُعتقداً وجازماً أنهم يرونك كما يُفترض أن يرونك منذ زمن! ولكن الحقيقة التي لا تراها ولن تُدركها هي أن جميع من يراك يعرف من أنت وكما كنت أنت؛ ولكن هذا قد لا يمنع البعض منهم بأن يقوم باستغلال الحال واستخدامه لمصلحة ما!

وبمجرد أن يقوم بتحقيقها، ولم تعد هناك أي فائدة يراها، يقوم برميها في سلة القمامة. وأنت لا تزال ترى فيهم أنك أنت وأنت لست كما أنت، وأنهم يرونك كما أنت ترى من أنت... فهل لا تزال أنت الشخص نفسه الذي أرى فيك بأنك أنت ولكن ليس كما كنت أنت أنت؟ فمتى تستيقظ من الحلم وتعود إلى اليقظة وعالم الحقيقة والرُشد؟؟

بقلم: عَــبْدَالله بِنْ سَلْمَانْ السَحَّارِي