" اسألني عن اليمن ما شئت "

أحدثك من الجنوب التي هدأت فيها الأوضاع كثيراً واستتب فيها الأمن، وإن لم تتعافى البلاد تماماً، من قرية صغيرة شمال عدن، في هاته القرية - تسمَّى الوهط - توفِّي 53 فرداً في فترة الحرب كاملة، مع أنَّ الاشتباكات فيها كانت محدودة جداً، ولم تستمر لأكثر من يوم ونصف على حواف القرية. 52 من الوفيات بسبب "أخطاء" التحالف، منها قصف ركام دبابة مدمرة في منطقة شعبية، وقصف مسجد في وقت صلاة العصر تجمع فيه جنود حوثيون عدة ليال تسبق القصف، وأخيراً القصف الذي استهدف إحدى المزارع وراح ضحيته شاب وحيد ولم يصب حوثياً بخدش بسبب القصف. وإذا استثنينا وفية واحدة فقط، مقاتل استشهد في المعارك ضد الحوثيين، فجميع الوفيات بسبب إهمال وليس أخطاء التحالف. الحقيقة أن الحوثيين عاثوا في الأرض فساداً، ثمَّ أتى التحالف وزاد فوق الفساد فساداً. لا يخفى على أي يمني أن التحالف لا يلقِ اعتباراً لمن يسكن تحت طائراته، وخذ مجزرة الفيوش مثالاً، عندما قصفت طائرة للتحالف سوقاً شعبياً لأن شخصية حوثية مهمة كانت متواجدة هناك، قُتِل الحوثي واستُشهِد معه 60 مواطناً.