إسألني عن أقباط مصر، سأرد بموضوعية!


التعليق السابق

كانت الكنيسة في البداية كنيسة واحدة في نفس المعتقدات حتى الفرعية أو الثانوية منها، حدثت إنشقاقات بمرور الزمن، كانت كنيسة الإسكندرية (الكنيسة القبطية) دوما حائط الدفاع الأول عن معتقدات المسيحية السليمة فيها، حتى أنه من الصعب على دارسي التاريخ المصري ولو بنظرة بانورامية عامة إغفال دراسة الأبطال الأقباط كأثناسيوس وديسقورس وكيرلس وغيرهم..

وهذه بعض المقتطفات من موقع الأنبا تكلا توفيرا للوقت:

في القرن الخامس حدث الانشقاق الكبير بين الكنيستين الشرقية والغربية بسبب مجمع خلقيدونيا (عام 451 م)، فأصبحت كنائس الشرق تحت قيادة كنيسة الإسكندرية تُعرَف بالكنائس "الأرثوذكسية"، وكنائس الغرب تحت قيادة كنيسة روما وسميت بالكنائس الكاثوليكية. إلى أن جاء القرن الحادي عشر حيث انفصلت كنائس القسطنطينية واليونانية وشقيقاتها عن الكنيسة اللاتينية وأصبحت هي الأخرى تعرف بالكنيسة الأرثوذكسية.

وفي القرن السادس عشر (سنة 1529) قام مارتن لوثر بثورة ضد الكنيسة الكاثوليكية أطلق عليها ثورة الإصلاح. اعترض فيها على بعض التعاليم، وأطلقوا على أتباعه لقب المحتجين (البروتستانت) Protest. وداخل الكنيسة البروتستانتية حدثت انقسامات كثيرة وخرج منها طوائف عديدة جدًا!

كان بإمكاني إيراد الرابط، لكني أخترت أن أنقل الفقرتين أعلاه فقط، ﻷن تلك الصفحة بالموقع المذكور تتبع مباديء وأفكار محافظة جدا فيما يختص بموضوع الطوائف فيها الكثير من المبالغات في تحجيم الإختلافات..

أما عن الإختلافات العقيدية، فأنا لا أقيم لها وزنا كبيرا، ﻷني أرى أن كل الطوائف توصل للهدف الأساسي رغم إنكار بعضها على بعضها هذا الشيء! فمثلا: يقول الأرثوذكس أن أقنوم الروح القدس ينبثق من اﻵب، بينما الكاثوليك يقولون بأنه ينبثق من اﻵب والإبن، وهذا شيء لا أفهمه أصلا لذلك لن أخوض فيه..

بمرور الوقت ظهرت لدى الأخوة الكاثوليك بعض الأفكار التي لا توجد لدى الأرثوذكس ومؤكد قرأتِ عن بعضها أستاذة ليلى مثل المطهر وصكوك الغفران وتميز بابا روما عن باقي الباباوات وغيرها.

أما البروتستانت، فظهروا أساسا لإصلاح ما فسد وعطب في العقيدة الكاثوليكية في رأيي المتواضع، حيث كان يستشري الفساد والفقر والجهل والخرافات بين الشعب الأوروبي، فظهر رجال دين (كاثوليك أصلا) هم من قاموا بمحاولة إصلاح كل شيء، لكن ﻷنهم لم ينسقوا فيما بينهم التنسيق الكافي، فظهرت طوائف بروتستانتية عديدة، وهذا ليس عيبا كما قد يدعي معظم الشعب القبطي، فالتنوع شيء جيد ليس سيئا كما قد يظن البعض.. المهم أن البروتستانت أنكروا عقائد الكاثوليك المستحدثة مثل صكوك الغفران والمطهر وتميز كهنوت بابا روما في الرتبة وأنكروا الكهنوت كله، وأيضا قالوا بأن التبرير والخلاص بالإيمان فقط دون الأعمال على عكس ما يعتقد الأرثوذكس والكاثوليك، في حين يلطف الكثير منهم هذا الإختلاف قائلين بأن الأعمال الصالحة دليل على الإيمان وثمار له، لكنها ليست الفيصل في الخلاص، وأعتقد أن هذا هو أكثر الأراء وسطية وإعتدالا وصحة.

على أي حال هاكِ بعض الإختلافات الملحوظة:

  1. الكهنوت والرهبنة يوجدا لدى كلا من الأرثوذكس والكاثوليك دون البروتستانت

  2. يؤمن الأرثوذكس والكاثوليك بوجوب الإيمان والأعمال لنوال الخلاص أما البروتستانت فيؤمنون بأن الإيمان يكفي.

  3. طائفة البروتستانت تنقسم إلى طوائف فرعية عديدة على عكس الطائفتين التقليديتين الأرثوذكسية والكاثوليكية.

  4. البروتستانت لا يؤمنون بشفاعة الأبرار والقديسين بعكس الطائفتين الأخريين..

والعديد من الأختلافات التي يعتبرها البعض جوهرية والبعض ثانوية، أما أنا فأعتبر بعضها جوهري وبعضها ثانوي، لكن في النهاية إختلاف العقيدة بل والدين لا يفسد للود قضية ..

اتفهم قصدك واشكرك على الايضاح.


اسألني

مجتمع للتفاعل المباشر مع الخبراء. كخبير، نظم جلسات "اسألني ما تشاء" (AMA) لعرض خبراتك، وشارك معرفتك، وأجب على أسئلة الأعضاء. تفاعل مع جمهور يبحث عن نصائح وحلول متخصصة.

68.1 ألف متابع