خائفه جدا من اتجه طريق الالحاد انا انسانه دائما كنت اؤمن بوجود الله و مازلت لكن اصبح لدي افكار غريبهه و يأس و عدم ثقه و عدم اقتناع بدا الموضوع معي منذ وفاة اختي من 4 اشهر اختي كانت مريضه بمرض نفسي منذ كانت في الصف الرابع و عندما وصلت ل 19 سنه ماتت كنت راضيه بقضاء الله لاني اعلم كم هي كانت متعبه لكن بعد ذلك اسال نفسي لماذا جاء لها مرض لا يوجد سبب مقنع فهي طفله لماذا تعاقب او اين الحكمه لها والاختبار عنرما تبتلي بمرض نعم 19 سن كافي لكن بقدراتها العقليه لا تسمح بان يكون مرضها حكمه لها او من حولها دائما كنت ادعوا الله في كل صلاه نوفي كل ركعه ان يمد عمر اهلي ويجعل اعمارم اطول من عمري اليس الدعاء هو الشيئ الوحيد الذي يغير القدر انا لم ادعوا دعوه في حياتي واستجابت اصبحت اشاهد الحياه غير عادله تماما هناك مشاكل كثيره في حياتي اعلم ان هناك من هم ظروفهم اسوء مني لكن لم ارى بحياتي اي عدل المؤمن مبتلى ومصاب و الكافر ربي يعطيهم يمدهم في طغيانهم يعمهون لكن اليس جزاء الاحسان احسان فقدت قدرتي على الدعاء تماما و لم اعد اشعر باي تواصل في الصلاه حاولت وحاولت وخائفه اريد امل اريد اي اشاره من الله لكن لم اجد لو استفتيت قلبي لاخترت الايمان لان بوجوده راحه لكن عقلي لا يصدق ولم يعد يقتنع باي شي
انا في انحدار و طريق الالحاد
إعادة بناء بعض المفاهيم المتعلقة بالحياة الدنيوية والأخروية ربما يساعدكِ في مثل هذه الحالة.
فمثلاً : المؤمن يعتقد بأمورٍ عدّةٍ منها:
أنّ الدنيا دار امتحانٍ وابتلاءٍ، وهي دنيا شاقّة وصعبة، فقد وصف الله حياة الإنسان بقوله: {{لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي كَبَدٍ}} (البلد: 4)، أي بمشقّةٍ وصعوبة.
فالحياة إذاً لم تُخصص أصلاً لتكون دار سعادةٍ أو هناءٍ أو رفاهية، بل هي خليطٌ بين هذا وذاك، فتارةً تكون جميلة، وتارةً تكدّرها الهموم والمصائب والابتلاءات.
وفي نفس الوقت نؤمن بالآية التي يقول الله فيها: {{لَا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسَاً إلّا وُسْعَها}} (البقرة: 286).
إذاً فمهما كانت الحياة صعبةً وشاقّة، فإنّ معونةَ الله تكون بمقدارٍ يؤهّل المبتلى من التعامل مع ابتلائه.
ونؤمن أيضاً بأنَّ اللهَ عليمٌ وخبيرٌ بعباده وخلقه، ولطيفٌ بهم، وإذا كتبَ لهم أمراً فأمره نابعٌ عن حكمةٍ في التدبير والتقدير، وأنّ كلّ هذه الأمور هي خيرٌ للمؤمن وتصبّ في مصلحته -إن صبَر-، وذلك مصداق قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "عجباً لأمرِ المؤمن، إنَّ أمرَه كلّه له خير، وليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمن، فإن أصابته سرّاء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضرّاء صبر فكان خيراً له".
ففي كلتا الحالتَين يستفيد المؤمن من تدبير الله لأموره وتقديره.
ونؤمن أيضاً بأنّ الدنيا ليست دار توفية حسابٍ أو إثابةٍ للناس على صبرهم، أو عقاب النّاس على ظلمهم وإجرامهم.
فهذا كلّه حال الآخرة، وليس حال الدنيا.
إنّ كلّ ما سبق نؤمن به، ولكن لا يكفينا مجرّد الإيمان، بل علينا استحضار هذه الأمور وتذكّرها وتجديد إيماننا بها، وترسيخنا لها في قلوبنا وعقولنا وأرواحنا.
فعندما نُصاب ببلاءٍ ونتذكّر:
1- حكمةَ الله ولطفَه بعباده.
2- أنّ الدنيا دار ابتلاءٍ وأنّ الآخرة دار جزاء.
3- أنّ ابتلاءات الله لخلقه ليس عقاباً لهم بالضرورة، فربما تكون تطهيراً لهم، أو رفعاً لدرجاتهم كي ينالوا خيراً عميماً بصبرهم واحتسابهم.
4- أنّ عطاءَ الله لآخرين من خلقه ليس دليلاً على محبّته لهم بالضرورة، فربما يكون ذلك استدراجاً لهم بسبب تماديهم في ظلمهم وجَورهم.
5- أنّ أمرنا كلّه خيرٌ لنا في السرّاء والضرّاء إن نحن صبرنا واحتسبنا أجورنا عند الله.
6- أنّ الابتلاء يردّنا إلى الله لنعود إليه بالذلِ والخضوع، وأنّ المصائب تجعلنا نتيقّن أن لا معينَ لنا إلا الله، وأنّه لا ينبغي لنا أن نلجأ إلا لله، فهو وحده بيده تقدير الأمور، وهو وحده القادر على إخراجنا من الهموم والمصائب والابتلاءات.
كلّ ذلك يهوّن علينا من هول الأمور، ويساعدنا على التصبّر في سبيل الله، ويثبّتنا على الدين والعقيدة الصحيحة، ويبعدنا عن الشبهات والأمور المثيرة التي تعصف بمعتقداتنا.
تعقيب على بعض العبارات التي قلتيها:
لا يوجد سبب مقنع فهي طفله لماذا تعاقب او اين الحكمه لها
مَن قال أنّه عقاب؟
إنّ عجزَنا عن فهم حكمة الله ومراده من أمرٍ ما فلا ينبغي أن يترتب عليه افتراضُ أمورٍ من عندنا.
فحكمة الله موجودة، سواءً علمناها أم جهلناها، وما قدّره الله لأختكِ هو الخير لها لا محالة.
وكم نستطيع تصوّر سيناريوهات لو لم يكتب الله عليها ذلك البلاء، فربما لو لم يكن ذلك لكانت استمرّت بها الحياة على نحوٍ لا تطيقه، أو لربما ماتت على سوء الخاتمة، أو ربما كانت سبباً في ضلال أناسٍ غيرها فتحمل وزرهم وإثمهم، أو .. أو .. الخ
...
انا لم ادعوا دعوه في حياتي واستجابت
أيضاً هذا فيه حكمة لكِ.
فلا تعلمين، لو أنّ الله أجاب دعاءك كما تريدين وتتمنّين لكان ذلك ربما شرّاً لكِ، ولكنّ الله أراد لكِ خيراً ينضوي في أمرٍ آخر غير الذي دعوتِ به، فصرف عنكِ ما كنتِ تتمنّين حدوثه.
أخيراً أنصحكِ بأمورٍ أرجو لكِ فيها الخير والفائدة:
1- اقرأي وشاهدي ما يثبّت إيمانك، واصرفي عن نفسكِ كلّ ما يجعل أفكار الإلحاد والشبهات تسيطر عليكِ.
وأنصحكِ بكتابٍ أنهيتُ قراءته من فترةٍ قريبةٍ بعنوان "حسنُ الظنّ بالله" للدكتور إياد قنيبي، ففيه من الفائدة ما يثبّت إيمانكِ إن شاء الله.
2- استمرّي في الصلاة والدعاء بقدر ما تستطيعين، حتى لو لم تشعري بفائدة ذلك، فإنّ الله لن يضيّعكِ ما دمتِ مُقبلةً عليه.
3- تيقّني دائماً أننا في هذه الدنيا عابرو سبيل، وأنّ محطتنا الأخيرة هي الدار الآخرة، فمهما صعُبت علينا الدنيا فإنّ هدفنا هو تحصيل الآخرة، وأنّه لولا الدين فلا قيمة للحياة ولا أهمية.
وأسأل اللهَ لي ولكِ وللجميع الثباتَ والاستقامةَ والصبرَ والرّضا وحسنَ الخاتمة.
التعليقات