كان يا ما كان، في قديم الزمان وليس ببعيد، رجل يُدعى إكس مان.

لم يكن اسمه الحقيقي معروفًا، ولا أحد يعلم من أين جاء بالضبط. كل ما يعرفه الناس عنه أنه كان يظهر حين تختفي الحلول، ويغيب حين يظن الجميع أن الأمور انتهت.

إكس مان لم يكن بطلاً خارقًا كما في القصص المصورة، ولم يمتلك قوى عجيبة تُرى بالعين. قوته الحقيقية كانت مختلفة:

كان يرى ما لا يراه الآخرون، ويسمع الأسئلة المختبئة خلف الكلمات، ويفهم الألم الذي لا يُقال.

كان يعمل في مهن كثيرة؛ يومًا تراه بائعًا بسيطًا، ويومًا عاملًا صامتًا، ويومًا رجلًا يجلس في آخر المقهى لا يلفت الانتباه. لكن في كل مكان حلّ فيه، كان يترك أثرًا خفيفًا… فكرة تغيّر، أو قرارًا يُتخذ، أو قلبًا يهدأ.

في إحدى الليالي، وصلت المدينة إلى حافة الانهيار. الناس خائفون، والضجيج أعلى من الحقيقة، وكل شخص يتهم الآخر. عندها ظهر إكس مان. لم يخطب، ولم يرفع صوته، بل بدأ يسأل سؤالًا واحدًا لكل من قابله:

"ما الذي تخاف أن تخسره حقًا؟"

ومع كل إجابة، كان الغضب يهدأ، والعداوات تنكشف على حقيقتها:

خوف، لا شر.

شيئًا فشيئًا، أدرك الناس أن مشكلتهم لم تكن في الآخرين، بل في قصص قديمة صدّقوها عن أنفسهم.

وعندما أشرقت الشمس، حاول الجميع البحث عنه ليشكروه… لكن إكس مان كان قد اختفى.

لم يترك رسالة، سوى عبارة مكتوبة على جدار قديم:

"البطل الحقيقي لا يُنقذ العالم… بل يذكّر الناس بأنهم قادرون على إنقاذ أنفسهم."

ومنذ ذلك اليوم، كلما واجه أحدهم لحظة حيرة أو ظلام، كان يسمع صوتًا خافتًا في داخله يسأل:

ماذا لو تصرّفت اليوم كأن إكس مان يعيش في داخلي؟