صَعُبٌ أنْ ترى تقلُّبَ الوجوهِ، والأصعبُ أنْ ترى الأعمدةَ التي بُنيتْ عليها قصورُكَ أَوْهَنُ من بيتِ عنكبوتٍ.

سَقَطتُ من أعالي جبالِ الظنونِ، على صخورٍ من الخيبة.

رَأَيتُ حرارةً تُحرقُ جسدي فتَكْسِرُ عَظمي عَظْمًا عَظْمًا.

باتتْ عَيْنايَ ذابِلَتَيْنِ كزَهْرٍ قُطِفَ منذُ أَلْفِ شَهرٍ.

عَجِزَ عقلي عن أنْ يُسْكِتَ قلبي عن نَبَضاتِ الألمِ؛ فَتَمَوَّجَتِ الخَيبَةُ غَضَبًا، وتَزَادَدَتْ عَواصِفُ الحُزنِ اشتِعالًا.

يُحارِبُني كُلُّ شَيءٍ في جَسَدِي، كأَنَّ رُوحِي دَخِيلَةٌ.

لا يَعلَمونَ أنَّ مَن نُنْتَزِعُ يَمُوتُ، أو يَظُنّونَ أنَّ الفِراقَ حَياةٌ.

يَنحِلُّ الظّلامُ في عينيَّ، وتُنتَزَعُ ألوانُ الحَياةِ فتَبْهَتُ وتَصِيرُ رَمادِيَّةً.

لا يُفَكّرُ عَقْلِي إلّا في الفِرارِ من هذهِ الحَياةِ، كَأَنَّ مَوتِي هُوَ الخَلاصُ.

أحاوِلُ أنْ أَدْفَعَ كَفِّي نَحوَ التُّرابِ لأَغْرِسَ رُوحِي فتَنبتَ حَياةً جَديدةً.

فليسَ ثَمَّ ما يَحمِلُ أعباءَ الحَياةِ ويدفِنُها سوى التُّرابِ.

الموتُ ليسَ النهاية؛ فقد تنبتُ بعده حياةٌ جديدة.