مر يوم أو بعض يوم، جلس متعب عقب لعب كثير، ينظر صفحة النهر، فترأى وجهه والعرق يسيل من على وجنتيه، أنفاسه يسارع بعضها بعضا.

من الصباح الباكر يلعب مع هؤلاء الفتية كرة القدم، اتخذ اللهو هدف، وصار يحلم به، متيم بكل لاعب ينشد المجد وراء تلك الكرة، فبركلة قدم سيصير مليونير وبالركلة الأخرى ماذا؟! ربما يخسر تلك الملايين؛ لا بأس،  على كل حال صارت الكرة هدفه،  لم يضع مباراة، ثم إن المباراة لم تضيعه، فليل نهار تبث، فى الماضى كانت كل شهر أو شهرين أما اليوم فصارت كل يوم، مبارات العالم كلها، فكيف له أن يضيع هدفه والدافع ليل نهار يبث أمامه، أمه كانت تنشده طبيب، وشيخه فى المسجد ينشده إمام،  ووالده و أصدقائه ينشودنه هداف، وهو لا شئ حقا يريده؛ لكنه يهوى تلك الكرة منذ الصغر ، فوالده متابع لها، فماذا سيفعل سوى تلك المتابعة، وفى المثل قالوا من شابه أباه فما ظلم، الأم غير راضية لكن ما عساها أن تفعل؟!