قَالَ لَهَا وَهُوَ يَتَأَلَّمُ مِنْ فِرَاقِهَا

هُو : يَا مَنْ عَلَّمْتَنِي الْحَبّ هَل هَنَت عَلَيْك لتفارقينى

هِي : قَد هَوَّنْت عَلَيْك أَوَّلًا

هُو : آه لَو تَعْلَمِي مَتَى تَعَلَّمْت الْحَبّ و مَتَى عَرَفَتْ أَنّك أَعْظَم مُدْرِسَة فِي مَدْرَسَةٍ الْحَبّ و لَو تَعْلَمِي كَم كُنْت غَافِلٌ عَنْ أَشْيَاءَ كُنْتُ أَفْعَلُهَا وَلَا أَشْعُرُ بِهَا

هِي : لَا مَجَالَ لِلنِّقَاش الَّذِي بَيْنَنَا انْتَهَى

هُو : حَسَنًا وَأَنَا مُوَافِقٌ وَقَد أَقْسَمْت عَلَيَّ أَنْ لَا حَبَّ بَعْد حُبُّك وَأَنَّ كُلَّ مَا فِي الْمُسْتَقْبَلِ لَا يُغَيِّرُ شَيّ فِي دَاخِلِيّ

هِي : حُسْنًا كَمَا شِئْتَ افْعَلْ مَا يَحْلُو لَكَ أَنْتَ حُرٌّ فِي قرارك لَكِنْ أَنَا مِنْ جَانِبَيْ لَا أُرِيدُ مِنْك شَيّ فَأَنَا أَعْطَيْتُك أَكْثَرَ مِنْ مَا يَنْبَغِي وَلَم يُبْقِي فِي قَلْبِي شَيّ لَم أُعْطِيَه لَك وَأَنْت لَمْ تُقْدِرْ هَذِه الشّي ورحلت وَأَنَا فِي أَمَسِّ الحاجَةِ إلَيْك

هُو : أَنَا أُحِبُّك وَسَوْف أَظَل أُحِبُّك حَتَّي تَنْتَهِي هَذِهِ الْأَرْضَ وَإِنِّي أَعْلَمُ بِأَنَّ هُنَالِك شَخْصٌ نَال قَلْبِك

هِي : مَنْ قَالَ لَك هَذَا الْكَلَامِ

هُو : قَلْبِي

هِي : أَتَدْرِي لَوْ كَانَ هَذَا الْكَلَامِ فِي الْمَاضِي لِمَا صِرْنَا عَلَيَّ هَذَا الْحَالِ

هُو : نَعَم أَدْرِي

هِي : حَسَنًا أَمْضِي فِي طَرِيقَك وَأَنَا أَمْضِي فِي طَرِيقِي أَحْسَن لَنَا الِاثْنَيْن

هُو : إذَا أَنَا ذَاهِبٌ وَتَرَكْت قَلْبِي خَلْفِي مَعَك وَأَنَا اتمني مِنْ كُلِّ قَلْبِي أَنْ تَكُونِي مِنْ نَصِيبِي فِي يَوْمِ مِنْ الْأَيَّامِ

( . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . وَذَهَبَت . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . )