أصبحت السعودية واحدة من أبرز الوجهات السياحية حول العالم، ويُتوقع عن تنفرد بكونها الوجه السياحية الأبرز بحلول العام 2023، وتعتبر السعودية وجهة المسلمين الأولى ومقصد حُجاج بيت الله الحرام، بأعتبارها حاضنة الحضارة الإسلامية وموطن الكعبة والمدينة المشرفة والشعائر الدينية المقدسة، بجانب كونها جوهرة متوهجة فريدة جاذبة للسُياح الأجانب نسبة لأسواقها العالمية ومرافقها وكرنفلاتها السياحية الترفيهية، بالاضافة لطبيعتها الخلابة الساحرة المألفة من جبال وصحاري ورمال وسواحل؛ والتي جعلت من السعودية محط أنظار السُياح والمسافرين من مختلف أرجاء العالم.
وتبعاً لاحصائيات الهيئة السعودية للسياحة لعام 2022 فإن القطاع السياحي بالمّملكة شهد نمواً وتوسعاً كبيرين، ضمن وصول عدد الزيارات السياحية من خارج البلاد إلى نحو 29.5 مليون زيارة، بينما وصل عدد الزيارات من الداخل إلى نحو 32.5 مليون زيارة سياحية بإجمالي 62 مليون زيارة؛ ساهمت في زيادة الناتج المحلي الإجمالي بنحو 5.3% ووضعت السعودية ضمن قائمة أعلى الدول السياحية زيارةً في العالم بل ورشحتها لتكون الأبرز بينها، ودون الإذهاب أكثر دعُونا نطلع معاً على أبرز الاسباب والمقّومات التي جعلت من السعودية الوجهة السياحية الأبرز في العالم، وما هي التجربة السياحية الفريدة التي قدمتها:
الحج والعمر:
«لبيك اللّهم لبيك، لبيك لا شريِك لك لبيك، إن الحَمْدَ والنَعْمَة لك والمُلك لا شريك لك» لا تنفك هذه العبارات تُردد على ألسنة ملايين الزوار لبيت الله الحرام كل عام لأداء مناسك الحج والعمرة وزيارة الأماكن المقدسة وآثار الحضارة الاسلامية المتواجدة بالسعودية، حيث تشهد مواسم الحج توافد كبير جداً للمسلمين من مختلف الجهات طاعةً ورغبةً في زيارة كعبة وبيت الله الحرم ومدينة رسوله ﷺ بالاضافة لتوافد المعتمرين إليها على مدار العام.
وتُعد كل من الحج والعمرة مقومات دينية خص الله تعالى بها السعودية فلا نجدها في غيرها من البلدان، وبالاضافة للكعبة والمدينة المنورة هنالك العديد من الآثار والأماكن الاسلامية المقدسة مثل المساجد أبرزها "مسجد قباء" أولى المساجد التي بُنيت في الاسلام، ومسجد القبلتين، والمشاعر المقدسة "كغار حراء" والبقيع ومقبرة شهداء جبل أحد وجبل عرفة ووادي مزدلفة وغيرها من المواطن التي يستشعر فيها الزائر عظمة الله تعالى، ويقف على آثار الحضارة الاسلامية والطبيعة الساحرة الخلابة لجزيرة الاسلام ومُنطلق الدعوة الاسلامية.
المراكز التجارية والأسواق العالمية:
تُمثل السعودية بكل تأكيد وجهة سياحية استثنائية لمحبي التسوق والتجوال بين المراكز والأسواق التجارية العالمية، حيث نجد مئات المراكز التجارية وسلاسل من المولات والمطاعم الراقية إضافةً للأسواق العالمية الكبرى التي توفر ماركات ومنتجات عالية الجودة بأسعار هي الأفضل بالمقارنة مع الأسواق المنافسة في الدول السياحية الأخرى، ويمكنك الاطلاع على المقال التالي إذا كنت مهتماً أكثر بالتسوق في المّملكة: أفضل مولات ومراكز التسوق في السعودية.
وتمثل الرياض حاضرة السعودية وعاصمتها أفضل الأماكن للتسوق والتبضع حيث يوجد بها سلسلة من المولات والمراكز التجارية أبرزها "برج المركز" أو كما يطلق عليه برج مركز المّملكة والذي يدهشك شكله وتصميمه المعماري الخارجي من النظرة الأولى، لتعيش تجربة الرفاهية والرقي وأنت تتجول في داخل مولاته وأقسامه التي تضم حوالي 150 متجراً، وتختبر معها متعة التسوق وحماسة التجول بالمّملكة، وهذا ليس كل شيئ فهنالك مول الراشد ومول Red Sea ومركز العربية ومكة مول وغيرها الكثير من المراكز والأسواق التجارية المنتشرة في كافة مدن السعودية.
الكرنفالات والفعاليات الترفيهية:
يتوجه ملايين السياح كل عام من داخل وخارج السعودية لمتابعة وحضور الاحتفالات والمهرجانات والفعليات الترفيهية الموسمية التي تتميز عادة بالصخب والمتعة والترفيه المتواصل طيلة فترة إنعقادها، والسعودية واحدة من الدول القلائل التي تبدع في اعداد وإقامة الحفلات والكرنفالات الكبرى التي تجذب السياح من مختلف أرجاء العالم، تحت إشراف هيئة كاملة هي "الهيئة العامة للترفيه" بالتضامن مع جهات وهيئأت أخرى منها "الهيئة السعودية للسياحة" للتعاون معاً وتقديم عروض وفعاليات ترفيهية لا تنسى.
وتشتهر السعودية بعدد من الفعاليات والاحتفالات الموسمية أبرزها "العيد الوطني السعودي" أو كما يسمى "اليوم الوطني" الذي ينعقد في الثالث والعشرين من سبتمبر في كل عام والذي يجذب ملايين الزوار والسُياح من داخل وخارج المّملكة، ويشتهر اليوم باحتفالاته الحيوية وقمّمه الترفيهية، بجانب المهرجانات الأخرى كمهرجان "البحر الأحمر السينمائي" ومهرجان "موسم الرياض" و"موسم العلا" إضافةً للمهرجانات والفعاليات الثقافية والتراثية التي تقام على مدار العام في شتى مدن ومناطق السعودية.
المقومات السياحية الطبيعية:
إذا كنت ترغب برؤية إعجاز الطبيعة وإبداع الخالق؛ عليك إذاً بسفر والترحال داخل السعودية التي تنفرد بطبيعتها الخلابة الساحرة المتنوعة والتي تختلف من منطقة لأخرى، حيث يمكنك في ذات البلد مشاهدة الكثبان الرميلة والصحاري الكبرى "بخليج العرب" مروراً بـ "جازان وينبع" حيث الجُزر الساحلية المنتشرة بكثرة في شتى المناطق، لتقف مندهشاً أمام طبيعتها الجبلية المهيبة ومناخها المعتدل الرائع ومناظرها الخضراء النضرة بالسودة وأبها والخبر والطائف.
ولم تكتفي السعودية بترك الطبيعة تقوم بكل العمل وتسحر زائريها، بل عمدت الى توفير كل سبل الراحة ومقومات الرفاهية والمتعة، من منتجعات سياحية ومتاحف أثرية وحدائق ومنتزهات ترفيهية، بالاضافة طبعاً للمطاعم والخدمات الفندقية على أعلى مستوى من الجودة يمكن عن تحصل عليه في أي مكان أخر، ساهم كل ذلك في جذب ملايين الزوار والسياح من مختلف الأرجاء وجعل من السعودية أبرز الجهات السياحية حول العالم.
التعليقات