عندما كنا في بداية العمل الصحفي كنت لدي حماسة أربعة أضعاف ما أنا عليه الآن وكنت اتصرف بشكل تلقائي وأعرض الأفكار على رئيسة التحرير آنذاك ففوجئت بأحد الزملاء الصحفيين يستأذن لقراءة أفكاري وما كتبته لكي يتم نشره بالجريدة وقد هالني تعليقه حين قال لي بتكبر شديد : يا أستاذة هل تعتقدي نفسك من مشاهير الكتاب لتكتبي هذه الخواطر بهذه الطريقة ، إن هذا الأسلوب سيلفت أنظار رئيسة التحرير إلى طريقتك في الكتابة ولن توافق على نشر موضوعاتك لأنهم يريدون صحفيين وكتاب عاديين ليس لديهم موهبة كبيرة ليعلموهم أما بأسلوب كتابتك هذه سوف تكون أيامك معدودة ، يجب أن تكوني ماكرة وتسيري على جنب حتى لا تشعر رئيسة التحرير انك اتيت لتأخذي مكانها وفي ذات الوقت أصحابك أيضا سيشعرون انك تريدي أن تسحبي السجادة من تحت أرجلهم وتأخذي مكانهم وبالتأكيد سيكرهوك ، وهذا حقيقة صدمني لأني كنت أتصرف بعشوائية ولا أعرف كيف يمكن أن أكتب لترضى عني رئيسة التحرير أو يحبني الزملاء ورغم ذلك أخذت هذا الحديث كنصيحة ولكن كان صعب علي أن أكتب بغير الطريقة التي أكتب بها ، ولهذا بدأت بالحوارات والتحقيقات حتى لا أضع مكانة لنفسي أكبر من حجمها ولكني كنت مصرة أن أصبح يوما مدونة وكاتبة ولا استمر مجرد صحفية حوارات وتحقيقات والحمد لله استطعت أن أكون مدونة ولكن عندما أتذكر حديث هذا الزميل أرى أنه ربما كان على حق ولكن ربما أيضا كان مخطئا، ما رأيكم أنتم؟
هل إظهار الموهبة والمهارة ليس دائما في مصلحتك؟
أولًا، أود أن أهنئك على وصولك لهذا المدى في مشوارك الصحفي وعلى تحقيق حلمك في أن تصبحي مدونة وكاتبة. هذا إنجاز عظيم!
فيما يتعلق بما قاله الزميل، أعتقد أن تعليقه يعكس طريقة تفكير معينة، لكن لا يجب أن يؤثر على إبداعك وطريقة كتابتك الخاصة. كل شخص لديه طريقته الخاصة في التعبير، ولا يجب عليك أن تغيري أسلوبك فقط لتتوافق مع توقعات الآخرين. الحماسة التي كنتِ تتمتعين بها في البداية هي طاقتك الخاصة، وهذه هي القوة التي يجب أن تستخدميها وتطوريها.
من الجيد أن تأخذي نصائح الآخرين بعين الاعتبار، لكن الأهم هو أن تكوني صادقة مع نفسك في الكتابة وفي مسار حياتك المهنية. قد يختلف الناس في آرائهم، ولكن في النهاية، النجاح يأتي عندما تكونين أنتِ، وتجدين أسلوبك الفريد الذي يعبّر عنك.
عزيزتي سمر شكرا جدا لتهنئتك لي واهنئك أنت أيضا انك مدونة وكاتبة متميزة بالاضافة إنك من ضمن أعضاء منصة حسوب التي أجد حرية كبيرة في تناول الموضوعات
ثانيا : أحسنت في تعليقك على نصيحة الزميل لأن تلك النصيحة كانت عائقا أمامي لمدة ليست بالقليلة حيث إنني حاولت تطويع كتاباتي حتى تناسب الحوارات والتحقيقات لأني استبعدت لفترة أن ينشر أحد مقالاتي مما أثر على طريقتي سلبا وقد عدت إلى طريقة كتابتي مرة أخرى ولكن ببطء شديد رغم إني وجدت أن رئيسة التحرير إنسانة رائعة وعلمتني الكثير بل وساعدتني على إبراز موهبتي بعكس ما قال الزميل الصحفي ورغم ذلك كنت دائما أخشى ان أكتب مقالات حتى لا يعتقد أحد إنني أريد الوصول سريعا أو إنني أحاول التفرد عن الباقين خاصة إن خبرتي كانت سنة واحدة في مجال الصحافة ، ولكن اتضح لي فيما بعد ان بعض الصحفيين الرجال يرفضون إدارة سيدة لهم رغم أن خلفيتهم علمانية والله أعلم .
كلامك صحيح يجب ألا تؤثر النصائح علينا حتى ولو كنا في بداية طريقنا ولا نهتز ولا نخشى انطباعات الناس طالما أن نوايانا سليمة ، المهم أن أكون أنا ولست أحد آخر ، المهم أن نصدق مع أنفسنا ومع الآخرين
التعليقات