برشلونة وعدالة السماء: حين يكون الظلم التحكيمي سيفاً ذا حدين

تنتهي المباراة بصافرة الحكم، لكن لا ينتهي معها الجدل، بل يبدأ فصل جديد من النقاشات المحتدمة على وسائل التواصل الاجتماعي، بين مؤيد للقرارات التحكيمية ومعارض لها. ومؤخراً، برز نادي برشلونة في قلب هذا الجدل، وسط تساؤلات مستمرة حول ما إذا كان يحظى بمعاملة تحكيمية مميزة في الدوري الإسباني.

يعتقد الكثير من المتابعين أن أغلب قرارات الحكام في الليغا الإسبانية تصب في مصلحة برشلونة، خاصة في اللحظات الحاسمة من المباريات. ويتكرر هذا الإحساس لدى جمهور الفرق المنافسة، حيث يُنظر إلى بعض القرارات التحكيمية على أنها تسهم في تمهيد طريق التتويج للفريق الكتالوني.

لكن الأمور لم تسر دائماً في هذا الاتجاه، فقد جاءت مباراة الإياب في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا لتُقلب الطاولة، حين سجل إنتر ميلان هدف التعادل الثالث وسط احتجاجات لاعبي برشلونة، الذين أكدوا أن الهدف سبقه خطأ واضح لصالحهم. الغريب أن الحكم لم يحتسب الخطأ، كما لم يتدخل حكم الفيديو (الفار) لمراجعة اللقطة، رغم أنها بدت واضحة في الإعادة.

هنا، برز مصطلح "عدالة السماء"، الذي تداوله كثيرون، معبرين عن أن برشلونة ذاق أخيراً من الكأس التي جرّعتها أندية كثيرة قبله، حين تعرضت لقرارات تحكيمية ظالمة في مواجهات سابقة معه. وكأن كرة القدم، بقوانينها وأخطائها، تعيد التوازن بطريقتها الخاصة.

سواء كنت من مشجعي برشلونة أو من خصومه، لا يمكن إنكار أن التحكيم جزء لا يتجزأ من اللعبة، وقد يكون أحياناً حاسماً في مصير البطولات. ولكن الأهم من ذلك، أن الإنصاف يجب أن يكون هو العنوان الدائم، حتى تبقى اللعبة عادلة وممتعة للجميع.