واحد من التساؤلات الشائعة في حقل البناء والتشيد وهي معلومة مغلوطة استندت على فكر ترويجي من قبل المقاولين الغير مُختصين بالمهنة الهندسية، ومن باب نشر الوعي الهندسي وتصحيح المسار كان لابد أن نكتب مقال لغير المتخصصين حتى يفهموا ويدركوا المسألة لتوفير الأموال التي تُهدر على شيئ لا يضيف أي قيمة حقيقية للمبنى المراد تشيده.

في مشاريع البناء كثير من الناس يعتقدون أن زيادة الحديد تجعل المبنى أقوى، فيطلبون من المهندس المصمم أو المقاول (زيادة الحديد) وكأن الخرسانة مجرد مكمل فقط، والحقيقة العلمية المؤكدة وفق لدراسات المعهد الأمريكي للخرسانة تقول عكس ذلك تمامًا.

فالخرسانة هي العنصر الأساسي في المقاومة، لأنها تتحمل الضغط الواقع عليه نتيجة الأحمال، بينما الحديد أو التسليح هو فقط مساعد لتحمل ومقاومة الشد الذي لا تستطيع الخرسانة تحمله بمفردها، وكونه يمنع حصول التشوهات اسفل العناصر الإنشائية اثناء تعرضها للإجهادات الواقعه عليه نتيجة الأحمال وما شابه ذلك.

لذلك العلاقة بينهما مثل "الجسم والعصب" لا يعمل أحدهما دون الآخر، لكن الجسم (الخرسانة) هو الأكبر دائمًا.

وفقًا لأشهر الأكواد العالمية مثل الكود الأمريكي (ACI 318) والكود البريطاني (BS 8110)، فإن نسبة الحديد في العناصر الإنشائية تتراوح تقريبًا بين:
  • الأعمدة (Columns): من 1% إلى 6% من المقطع الإنشائي.
  • الكمرات (الجسور) Beams : من 0.2% إلى 2.5%.
  • البلاطات (الاسطح)Slabs: من 0.12% إلى 1%.
  • الأساسات (Foundations): من 1.2% إلى 1.5%.

أي أن الحديد لا يشكل سوى نسبة بسيطة جدًا من حجم العنصر مقارنةً بالخرسانة، وغالبًا تكون الخرسانة أكثر من الحديد 98% من حجم العنصر.

ما نستنتجة أن الخرسانة هي الهيكل الأساسي الذي يتحمل معظم الأحمال، والحديد دوره مُساند دقيق لمقاومة الشد والإنحناء فقط، وتقليل أبعاد المقاطع الإنشائية.

 لذلك زيادة الحديد ليست دليل قوة، بل أحيانًا خطأ تصميمي وتكلفة زائدة، للعلم الخرسانة هي الأساس الذي يمنح المبنى صلابته وثباته، أما الحديد فهو (العقل المدبّر) الذي يوزع القوى الداخلية ويمنع الإنهيار، تحت ظروف قوى الأحمال وما تولده من إجهادات.

 الرسالة للمُهتمين بقطاع البناء:

ثق بالمهندس ولا تفرض زيادة الحديد كعامل أمان، فالبناء علم خاضع للتحليل والتصميم والتدقيق والمراجعة حتى التقيم، ولا يؤخذ بشكل عشوائي،المختص بالتصميم قد يوفر عليك فائض كبير من المال، وما كان دون دراسة وحسابات كان مصيرة الفشل.