لماذا هو الطبيعي في تلك الحالة؟
ألا يكفي أن يكون الإله مجرد إله؟
لابدّ أنك فكرت ولو لمرّة واحدة في حياتك عندما رأيت طفلاً جائعاً لماذا لا ينهي الله بؤسه.
نفس الإله الذي نعبد نصفه بالعدل و لو أشبع طفلا جائعا بدون أن يكون هناك مسبب لهذا الفعل فعليه طبعا لتحقيق العدالة أن يحقق رغبات الجميع بدون مسبب كما حقق رغبة ذلك الطفل في لقمة طعام.
و إن تمعنت في الأمور حولك كيف تصلح و كيف يدبرها سبحانه فإنه يضع لها أسبابا حتى المعجزات فالله لم يفلق البحر لموسى و قومه هكذا فقط بل أمر موسى أن يضرب البحر بعصاه كمسبب كي يقضي الله أمره و يفلق البحر و هنا أمر معك لمسألة أخرى و هي بما أننا نصف نفس الإله بالقدرة المطلقة فلما لا يسخر لنا أسبابا تقضي حوائجنا جميعا هنا يصبح لا معنى لنزولنا للدنيا و مرورنا بهذه المرحلة الإختبارية لن يكون هناك خير و شر و الذان بالنسبة لي عنصران أساسيان لنزاهة الإختبار فأنا إن مررت جانب طفل جائع و أجبرني الله أن أطعمه و أخذت حسنات على هذا الفعل فسيكون هذا غشا أليس كذلك بينما إن مررت بجانبه و أنا قادر على إطعامه و لم أفعل بإختياري فسأصبح آثما و العكس إن أطعمته سأفوز بحسنات تنجيني يوم البعث ستقول لي ما ذنب الطفل أن يتضور جوعا كلمة واحدة * الأسباب* ربما مات أهله ربما تخلى عنه أهله .....
و أخيرا أود لا يأخذ أحد رأيي هذا كعلم لست بعالم إنما أدليت برأي إعتقادا مني أن هناك من قد يصححني إن كنت على خطأ
هناك فرق بين أن يعلم الله أنك ستفعل الشيئ ولا يغيره و أن يفرض عليك أن تقوم بالشيء
فالله قبل أن يخلق كل هذا الكون علم ما سيحدث و لم يفرضه بل شاء له أن يكون و هناك فرق بين أن يشاء الله شيئا و بين أن يريده.
أظن انه سبق أن مر عليك هذا القول ان الله أخبر القلم أن يكتب ما كان و ما سيكون لاحظ لفظة ما سيكون تنم عن أحداث ستحدث وفق مسببات محددة شاء الله أن تقع و لم يخبر القلم أن يكتب ما أراد و ما سيريد وفق إرادته فلو فعل ذلك حينها فقط ستكون قد سلبت حرية الإختيار
أريد ان أختم بمثال في الأخير :
بما أننا نختبر في الدنيا
لو علم الله أنك ستشتري سكينا و تقتل به أحدا فهل يجب أن يمنعك لا بالطبع هناك سنقصي عنصر الشر الذي سبق و قلت أنه معيار أساسي للإختبار و بالتالي فقد أعطاك حرية الإختيار.
لو أراد الله أن تشتري سيفا غصبا عنك و تقتل به أحدا غصبا عنك هنا يفقدك حريتك لأنه فرض عليك قتل أحدهم
الله أعطاك لحظات اختيارٍ عديدة في حياتك، أنت اخترت أن ترافق الرّفقة السّيئة، أنت اخترت أن تتّجه للمشاكل، أنت اخترت قتل من ستقتله، والله علم قبل أن تفعل هذا أنّك ستفعله ولم يجبرك عليه وهُنالك فرقٌ بين الاثنين وضّحتُهُ لك، كان لك الاختيار والله علم ماذا ستختار فصار لله أن يجازيك.
أوّلًا، إن صنعتُ روبوتًا فأنا حرٌّ حريّةً مُطلقةً فيما أفعلُهُ فيه، ويكفيه أنّني صنعتُهُ بالفعل.
ثانيًا، لم يصنعك الله ضعيفًا بتاتًا، ألم يرسل إليك رسولًا شرح لك ما تفعل لتنجح في حياتك؟ ألا تجدُ في بعض الدّول فرصًا متساويةً للجميع؟ إن كان للناس القدرةُ على مساواة الفرص فالله بذلك أولى، ما دليلُك على أنّ الله صنعك ضعيفًا ومنعك من أن تنجح؟
الأب والأم لم يصنعوا الطّفل، هم أسبابٍ وُلِدَ الطّفلُ عبرهم، والمثالان مختلفان من جانبٍ آخر هو أنّ للطّفل روح وكيان مستقلّ عكس الروبوت (على الأقل حاليًّا حسبما نعرفه).
الله عارفٌ بمستقبلهم، لكن أين الدّليل على أنّه صنعهم مجرمين أو منعهم من النّجاح؟ إن وجود رسالة وأنبياء فقط كافٍ تمامًا لدحض نظريّتك، فحتّى لو ولِد بعضُ النّاس في بيئةٍ تُحتّمُ عليهم الفشل، إنّ وجود هذه الرّسالة وإنزال هذا الكتاب هو أكثرُ من كافٍ لانتشال أيّ شخصٍ من الظُّلمات إلى النّور.
مادام الله يعلم قبل أن يخلقني أني سأشتري سكيناً وأقتل به أحداً، فمن غير المنطقي أن يخلقني من الأساس ويأتي بعدها ليجازيني على عملي!
قلت سابقا أن الآله السيء لا يستحق فقط عدم عبادته، بل هو أيضاً شخص لا يريد إيفان قضاء بقية حياته معه، و هذا قرار نبيل ما العيب في أن يعاقبك الله على قتل شخص هذا تصرف نبيل و أيضا لم يخلقك ليعاقبك فقط منذ أن خلقك الله الله وضع لك مكانا في الجنة و أعطاك من التعاليم ما يكفي لتحافظ على هذا المكان أو تحصل ما هو أكثر منه فلا تقل أن الله خلقك ليعذبك فقط لأنك تنحاز لجهة واحدة فقط
معرفة الله المسبقة للأحداث لا تفرق عن جباري لشراء السيف، فمادام هو ربّ القدر وكاتب الأقدار، فهو فعلياً يجبرني على شراء السيف.
ما تعريفك للقدر ؟
مرحبا مجددا أخي الكريم
علم الله لما سيحدث لاحقا ليس إجبارا لك بأي طريقة
و حاشا أن يجبرك الله على شيء و يعذبك به
الله كان يعلم أن فرعون لن يتوب لماذا لم يأخد روحه فورا و جره للعذاب لكنه أمهله و أنذره وأرسل له و لقومه رسولا ينذره بنظرك لو كان الله يجبره على معصيته لماذا يرسل له رسولا هذا ليس منطقيا
معصيته...أجبني أنت عن سؤالك لماذا يرسل له رسولاً؟
أنا من طلبت رأيك أولا
لكن نتائج الإختبار موجودة سلفاً عنده، فما الداعي من الإختبار؟
لماذا يختبرك أستاذك في مادة ما إن كان يعلم أنك سترسب ؟ لأنه بذاك الإختبار الذي تعلم موعده لديك الإختيار في تلك المدة بتطوير مستواك و النجاح في الإختبار و إذا حرمك الأستاذ من الإختبار يكون ظلمك
الله بدوره أخبرك بمدة الإختبار و أعطاك بدوره إختيار طاعته و معصيته و علمه بما ستفعل هو علم معرفة فقط و ليس علمه لأنه أراد لك أن تقوم بذلك الفعل أو بعبارة أخرى أجبرك على فعل ما
هل المعرفة نفسُ الإجبار؟ إن استطعت توقّع الحصان الفائز في سباق خيل فأنا قد أجبرته؟ وهل لو كانت لديّ آلةُ زمنٍ كسرت لديّ مفهوم الزّمن بحيثُ أستطيعُ الذّهاب للمستقبل ومعرفة الحصان الفائز للرّهان عليه أكون قد أجبرتُ الحصان على الفوز؟
مثالك يردُّ عليك نوعًا ما، الرّوبوت لدرجةٍ ما هو مخيّر ولكن أقلّ من البشر، صانع الرّوبوت لا يقول له: حين أُشغّلك ستفعلُ كذا وكذا ثُمّ تُطفئ (إلّا في بعض الأنواع)، بل يقول له: إن قابلت كذا فافعل هكذا، وإن أتاك الأمرُ كذا فنفّذه، وتوردُ إليه قوانينٌ عديدة ليتّبعها، الآن تنفيذُ القوانين أم لا عائدٌ لك (وهذا هو الفرق بينك وبين الروبوت)، وهذا الأمر ليس فيه منطق أو فكر واعتراض، لا أقصد أن تُصدّق تصديقًا أعمى ولكن ما دام الله قد أخبرك أنّك من جنيت على نفسك فمن صفات الله العدل والصّدق.
التعليقات