اسم المهدي المنتظر الحقيقي في القرآن والسنة ، المهدي والمواطأة

شرح معنى المواطأة مع مواضع ذكر اسم المهدي في القرآن (تصريحًا وتلميحًا) بتفسير تؤيده السنة والآثار:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، بسم الله والحمد لله وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وعلى جميع المرسلين ، وبعد:-

أرجو أن يتسع صدرك لقراءة المقال حتى النهاية لتصل الرسالة كاملة وتحصل الفائدة إن شاء الله.

المهدي بيننا

بادئ ذي بدء أنوه إلى أن الشخص الذي تنطبق عليه المواطأة هو شاب من أهل السنة ومن آل بيت النبي – صلى الله عليه وسلم – وفي جسمه ثلاثة أختام ، خاتم النبوة في ظهره أسفل الضلع الأيسر على شكل خاتم جده النبي – صلى الله عليه وسلم – كورقة الآس وبيضاوي الشكل ، وخاتم الرسالة في ظهر كف يده اليسرى على شكل نقطة زرقاء بارزة كنقطة القلم في نهاية الرسالة ، وخاتم ثالث أسفل مرفقه الأيمن على شكل سمكة أو حوت بنص القرآن حيث أن الحوت له معنى السمكة وهو ختم الولاية ، والأختام منذ ولادته ، وكل هذا مؤيد بالرؤى الصادقة والبشرى من النبي محمد - عليه الصلاة والسلام - للمهدي وكذلك جبريل - عليه السلام - وورقة بن نوفل الذي بشر النبي بنبوته بشر المهدي كذلك.

المواطأة - وفقًا لحديث النبي - صلى الله عليه وسلم:

(يَلِي رجُلٌ مِن أهلِ بيتي، يُوَاطِئُ اسمُه اسْمي) ، نبدأ بالمواطأة ولها معنيان، الأول التوافق في المعنى أي معنى يساوي معنى ولا شك أن حَسَن = محمد لأن محاسن الشيء هي محامده. والمعنى الثاني للمواطأة السَبْق وذلك استنادًا إلى المواطأة في القرآن في سورة التوبة "إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ ۖ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِّيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ ۚ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (37)" عندما كانت العرب تواطئ محرمًا بصفر أي تؤخر حرمة محرم إلى صفر ليستمروا في القتال حتى لا ينقصوا عدة الأشهر الحرم الأربعة أي تجعله يسبق محرمًا وإذا نظرنا إلى محرم ومحمد وجدنا كليهما على وزن واحد (مفعَّل) ولو ركزنا لوجدنا صفر وحَسَن على وزن واحد (فَعَل) ونفس عدد الأحرف أي أن اسم المهدي يسبق اسم محمد وهذا يعني أن اسم والد المهدي محمد لأنه بالمواطأة في الشهور تكون النتيجة (صفر يسبق محرم) وبالمواطأة في حديث النبي ﷺ عن المهدي نجد النتيجة (حسن يسبق محمد) أو يمكن القول أنه بإحلال الأول محل الثاني يصبح الترتيب (صفر محرم) وقياسًا على ذلك نصل لنفس النتيجة (حسن محمد) ، وما يقوي هذا التفسير حديث النبي ﷺ "المهدي رجل من ولدي وجهه كالكوكب الدري" وكلمة "ولدي" تشير إلى أن أب المهدي اسمه محمد، وكذلك حديث النبي ﷺ "المهدي من عترتي من ولد فاطمة" وأولاد فاطمة إما حَسَن أو حُسين وهذه إشارة إلى أن اسم المهدي إما حَسَن أو حُسَين ، وبمطابقة الأحاديث مع نص القرآن في المواطأة فإن اسم المهدي هو حسن محمد وهو المقصود بـ حم في السور السبع المتتالية أو الحواميم (آل حم). وقد أشار النبي ﷺ إلى اسمه بوصفه في الحديث "يقوم في آخر الزمان رجل من عترتي: شاب ، حسن الوجه ، أجلى الجبين ، أقنى الأنف" وفي حديث آخر أنه مهدي حسن السيرة، وقد لمح الإمام علي بن أبي طالب لذلك قائلًا عن المهدي: قلبه حسن ورأسه محمد وقال عنه حسن الوجه وحسن الشعر وحسن السريرة وقال أيضا "وتروح المفاتيح لحسن" في إشارة إلى توليه حكم مصر بعد السيني أو حرف السين، فكان تركيزه على الإشارة إلى اسمه بكثرة استخدام الصفة ، كما أن اسم حسن فيه لطيفة وهي أنه يحمل اسم جده الحسن بن علي بن أبي طالب الذي تنازل عن حقه في الخلافة حقنًا لدماء المسلمين ، وكما هو معلوم وفقًا لحديث النبي ﷺ : "من ترك شيئًا لله أبدله الله بخير منه" وها هو يعوض الحسن بن علي بن أبي طالب برجل من نسله ونسل أخيه الحسين ويحمل اسم الحسن ليكون خاتم الخلفاء بل خليفة الله بنص القرآن: "إني جاعل في الأرض خليفة" ومؤيدًا بالحديث الشريف: "(يقتتل عند كنزكم هذا ثلاثة كلهم ابن خليفة، ثم لا يصل إلى واحد منهم، ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق، فيقتلونكم قتلاً لم يقتله قوم -ثم ذكر شيئاً- لا أحفظه فقال: فإذا رأيتموه فبايعوه، ولو حبواً على الثلج، فإنه خليفة الله المهدي) ، وبتطابق القرآن مع السنة أصبح الحديث صحيحًا بل إن شئت أصح من الصحيح.

أما عن إشكالية "اسم أبيه اسم أبي" في الحديث الشريف ، قال رسول الله ﷺ :

« لو لم يبقَ من الدنيا إلا يومٌ واحد، لطوَّل الله ذلك اليوم حتى يبعثَ الله رجلًا مني أو من أهل بيتي يواطئ اسمُه اسمي، واسمُ أبيه (ابنه) اسمَ أبي، يملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما مُلئتْ ظلمًا وجورًا » فقد نُقِلَ بالخطأ إلينا: بمعنى أن المهدي يكنى أبى عبد الله وهذا معروف وأشار إليه النبي ﷺ ، فلذلك المقصود هنا ليس كلمة "أبيه" بل "ابنه" ورسم الكلمتين واحد قبل معرفة النقط والهمزة والتشكيل ، فهي مستحدثة بعد العصر النبوي، ولفظ "ابنه" هو ما يطابق كنيته بـ أبي عبد الله وفقًا للحديث الشريف: "لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد، لبعث الله فيه رجلاً اسمه اسمي، وخُلقُهُ خُلقي، يكنى أبا عبد الله"، وعليه فإن القراءة الصحيحة لحديث المواطأة تكون كالتالي: « لو لم يبقَ من الدنيا إلا يومٌ واحد، لطوَّل الله ذلك اليوم حتى يبعثَ الله رجلًا مني أو من أهل بيتي يواطئ اسمُه اسمي، واسمُ ابنه اسمَ أبي، يملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما مُلئتْ ظلمًا وجورًا » .

صفات المهدي الجسدية

وجميع صفات المهدي الجسدية (أجلى الجبهة أو الجبين (أجبه)، أعلى الجبهة، أقنى الأنف، أشم، أعين (واسع العينين)، حديد النظر، كحيل (من غير تكحل)، أفرق الحاجبين، أبلج (مضيء الوجه/أفرق الحاجبين) أزج (مقوس الحاجبين مع طول وامتداد في الطرفين)، مشرف الحاجبين (خارج أو ظاهر الحاجبين)، غائر العينين (عيناه داخلة)، أدعج (شديد سواد وبياض العينين)، دري المقلتين (متلألئ مضيء شحمة العين التي تجمع السواد والبياض)، عيناه مستديرتان، أشج (بوجهه أثر مليح أعلى وأيسر جبهته)، أقبل (أسمر أملح)، أجنأ (انكباب في العنق على الصدر دون الحدب)، غليظ القَصَرة (غليظ العنق، وقال ابن عربي بأن بعنقه أثر كالكية)، مدور الهامة أو أعلى الرأس، وجهه مستدير كالدينار، بخده الأيمن خال أسود أو شامة أو علامة، أحمر الخدين أو مشرب بالحمرة، آدم اللون أي لا هو أبيض ولا أسود أي حنطي، عربي اللون وحسن الوجه (كالكوكب أو القمر الدري)، وحسن الشعر وشعره ناعم غير مسترسل يسيل على منكبيه، ويعلو نور وجهه سواد شعر لحيته ورأسه مع بعض الشيب، برأسه حزاز (القشرة)، بشعره صهوبة، أفلج الثغر أو الثنايا (محسنهما)، براق الثنايا، أفرق الثنايا (أسنانه السفلى متراكبة أو متفرقة) وأغرق الثنايا (أسنانه العليا بدون فراغات)، صوته قوي وجهور، بديع اللسان وواضح البيان وعذب المنطق (ولكن نادرًا ما يكون في لسانه ثقل أو رتّة وهو انحباس خفيف لا يظهر إلا للمتأمل) وإذا أبطأ عليه الكلام يضرب بفخذه اليسرى بيده اليمنى، كث اللحية (لحيته غزيرة)، كوسج (لحيته على ذقنه لا على الخدين)، ضرب من الرجال، حفيف أي ربعة أو مربوع (معتدل القامة، متناسق الهيئة) كأجسام بني إسرائيل وكهيئة الحسن ونفس الحسين، ناعم الكف أو رقيق اليدين، متباعد الفخذين (واسع الخطى)، أزيل وعريض الفخذين، بفخذه الأيمن شامة، بظهره شامتان (شامة على لون الجلد وشامة على شبه شامة النبي)، عظيم مشاش المنكبين ومسترسل المنكبين وعريض ما بينهما، مبدح (ضخم) البطن، واسع الصدر معطوف الركبتين، وبرجله اليسرى علامة، أحمس الساقين مخدشهما (قوي الساقين وبهما خدش) وغيرها الكثير).

والصفات الأخلاقية التي بشر بها النبي – صلى الله عليه وسلم – في الأحاديث أو الآثار التي وصلت إلينا جميعها تنطبق على هذا الشاب الذي بلغ عمره الآن 42 عامًا - أي ابن أربعين سنة كما ورد في الأحاديث والآثار- وقد هداه الله منذ تسع سنوات في شعبان / يونيه عام 1435/2014 بعد صلاة العصر كما قال الإمام علي " وموعده صلاة العصر" وحياته قبل الهداية وبعد الهداية بمعرفته أنه المهدي توسطهما سجدة شكر بعد صلاة العصر حيث بدأت الإلهامات والإشارات. وسيخرج للناس عندما يأذن الله بذلك، ولكن الوقت قد وجب لمعرفة الاسم. 

وقد أُشير إلى تاريخ هدايته وبعثته في مخطوطة "الوعيد في هدم الصناديد" لأبي جعفر السّليماني يعود تاريخها إلى سنة 334 هجريًّا:

"ألا وإنّه ستشتد عليكم الفتن المستورة، و تتكالب عليكم الظنون، و تتلاعب بكم الأفكار، حتى ينطمس نور الخير فيكم، و يتجلّى الظّلم بين ظهرانيكم، حتى لا يعرف أيّ من أيّ، و تصير الأمة كقطيع بلا قائد، لا يُوقّر فيها كبير، و لا يُرحم فيها صغير، كأني أراها وقد رسخت الصناديد، و تناست الوعد والوعيد، والسّلطان يومئذ و العزّ لبنى الرّوم، عندها يظهر الفاتح المحمديّ، الفتى السّرمديّ، العربي الأحمديّ، يشق العلوم اللدنية و يصلح الأمة المحمدية ببركة آل بيت النبي المختار، فهو حسني الأب، حسيني النشأة، علوى الجدّ، محمدي الأصل، أحمدي المحتد، سليماني الهيئة، داؤدي السلوك، موسوي المحبة، عيسوي الأم، إبراهيميّ الملّة، شعيبي فى الفتنة، أيوبيّ العلاج، إلياسي الطلعة، وصلًا بين يحيى و زكريا، و الله ليصلحن الدنيا وهو جالس ببيته، انتظروه بعد أحد عشر من القرون." وإذا حسبنا من 334هـ + 11 قرنًا = 1434هـ وتاريخ هداية المهدي في 1435هـ أي بعد 11 قرنًا كما ذكر أبو جعفر السليماني.

ويقول الشيخ ‏ابن عربى رضى الله عنه عن مصر:

( فيطمع بهم اليهود، ويتعدوا عليهم بالحدود، ويستضعفوا قوتهم، ويتسهلوا سكوتهم، فيحاولوا دخولها، والتمكين من أهلها، فيغير الشعب الهضبي، في الجانب الشرقي والغربي، يترأسهم ‫الديدار الشاهيني، المستلم الأمر من ‏السيني، فيحاربوا اليهود حرب افتراس، ويطهروا القدس من الأنجاس، ويفزع اليهود فزعة، ليس بعدها رجعة، و تعاد لنا الكره، و تصدق هذه المرة، بإمام جامع، وشاب لامع، أصله معروف، وبالحسن موصوف، علمه هو كل الحروف، فتلغى في عهده السيوف، وتضرب في عهده الدفوف، عدله ملموس، وعدوه منكوس، وكنزه محروس، بيته الروحي عالي، ماحق شر لا يبالى، انتظروه عن تمام الهرج، فهو وقتها وحده الفرج، وعلامته أنه أزهدكم، وصفته أنه أرحمكم، وهيئته أنه أعنفكم، يأتي بعد العائذ المقتول، بخمس وثلاثون عام مدلول) والعائذ الأول قُتل في 1400هـ/1979م وظهر المهدي في خفاء ليستبين في 2014/1435 أي بعد العائذ المقتول بخمس وثلاثين عامًا مدلول أي بيقين وهدى من الله ، غير أنه ولد في العام التالي لظهور العائذ المقتول.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

ورمز إلى اسمه الكثير من الأئمة والعارفين:

نذكر منهم صخر بن سنان وما أورده في قصيدة قديمة جدًا منذ قرون بعنوان: الطارق على السندان في أخبار مهدي الزمان ، تأكيدًا لهذا الفهم حيث أشار إلى اسم المهدي بـ حَسَن واسم أبيه محمد وبلده الكنانة واسم أمه كذلك (ولكن لن أصرح باسم الأم الآن حتى لا ينكشف الأمر حرصًا على حياة المهدي):

فبالكنانة يصعد درج منبره وتسمعون كلكم عجيب أسطره

كأنه حسن في الحسن ناظره أو براهم أو محمد في صغره

هذه لك يا وليا علك تذكره إن خالفت لك وجوه تنكره

صحيح علم فرض لا تحجره يؤثم قلب من بلغه فحضره

من رزق اسم أمه تستصدره إدغام جرٍ بتاليه تقدره

هذا مرسوم كم ملاك يخفره خفي على الأسماع من غافره

مباركة زيتونة برسم ظاهره معروفة بآيات ما أنوره

اسم النبي أبوه يستأثره نفى الكتاب البنوة في سوره

عد تسعًا هم لصلب تشجره والوالدين رقم واحد وأعشره

ورمز إليه محيي الدين بن عربي في كتابه "عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب" في هذه القصيدة نذكر منها بعض الأبيات:

قلبي بذكرك مسرور ومحزون لمــــا تملكـــــه لمـــح وتلـــــــوين

فلو رقت لسماء الكشف همتــه لمــــا تملكــــه وجــــــد وتكـــوين

لكنه حاد عن قصد السبيل فلـم يظفر به فهو بين الخلــق مسكـــين

حتى دعته من الأشواق داعية أضحى بها وهو مغبوط ومفتــــون

وأبرقت في نواحي الجو بارقة همت لها نحو قلبي سحبـــها الجون

فالسحب ســـارية والريـح دائــرة والبرق مختطف والمــــاء مسنـون

وأخرجت كل ما تحويه من حَسَنٍ أرضُ الجسوم وفاح الهند والصين

كما أشار إليه بن عربي في موضع آخر من نفس الكتاب في مقارنته بموسى عليه السلام:

فإن كان هذا الأمر العظيم في المسلك الموسوي ، فما ظنك بالصراط السوى، والمسلك المحمدي وفي الصراط السوى إشارة فتدبر العبارة وانظرها آية وأمارة، وأجعلها زندًا تقتبس ناره، فإن المزج والامتزاج العقار والحك يريك النار، وها أنا إن شاء اللّه تعالى آت لك من السر المكنون والأكوان ما شاهده العين والمقام ، وما سبب البدء ومن كان أول النشأة وكيف كان ذلك الأول مشرق الأنوار وينبوع الأنهار، وعنه كان العرش والعالم الأوسط والفرش والجماد والحيوان وهو أول الأكوان وأريك ذلك كله قد أودعه الرحمن في ذاتك، وجعله من جملة صفاتك.

فأنت ذلك المثلى المشبه، وذلك المثل المنزه، فإن قلت وأين حظي من التنزيه، وحظه من التشبيه، فعند المواجهة والتوجيه، يتردد كل واحد منكما بين التنزيه والتشبيه. فإياك أن تغفل، عن فتح هذا الباب المقفل، واللّه يحسن (يا حَسَن ، على طريقة الكتابة القرآنية مثل يموسى) عونك، وإذا فتح لك أن يديم صونك، وبدايتنا في هذا الكتاب إن شاء اللّه بمعرفة المعبود، وأنه لا يعرف من ذاته سوى الوجود.

وهنا ذكر بن عربي ملمحًا إلى آخر آية من سورة طه في عبارة " الصراط السوي" إشارة إلى المهدي:

"وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْنَاهُم بِعَذَابٍ مِّن قَبْلِهِ لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ مِن قَبْلِ أَن نَّذِلَّ وَنَخْزَىٰ (134) قُلْ كُلٌّ مُّتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا ۖ فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنِ اهْتَدَىٰ (135)"

وقال أيضًا ابن عربي:

( فيتسلم ‏سين الذهيبى المفتاح ، ويضمد فتنة الجراح ، تمهيدا لفتى الساحل ، ووداع للدجال الراحل ، فيحدث تلاقى بين الذهيبى والفتى بعد مراحل ، فيكونا عونا لبعضهم ، بعد انتشار أمرهم ، فكأنى بهم أصبحا حديث العامة ، بعد صعودهم للقمة ، فيبدأ حبهم في غزو القلوب ، وقبل ذلك ثلج مصبوب ، فبايعوا ولو حبوا ، وأقروا ولو صعبا ، وعلامة الذهيبى رؤيته ، وعلامة الفتى همته ، وظاهر الذهيبى القوة ، وباطن الفتى السطوة ، وكلاهما خير ، لولا أن الفتى هو شاهين الطير ، يجمع أركان نفسه ، هو حسن الخمسة ، متكامل الجدود ، باسم الكامل يسود ، بخليل الذهيبى المقصود ، أحدهم عراك ، والآخر ذو الأوراق ، انتظروهم فعلى أيديهم الوفاق ). ويقصد بـ حسن الخمسة (أركان الإسلام / الصلوات الخمس).

وكذلك أشار إليه الشيخ قاسم أبي الفضل الشافعي في "الوعاء المختوم على السر المكتوم" وهو شرح "عنقاء مغرب" للشيخ ابن عربي:

"فانتهجت أرض وجـودي وأنبتت ما فيها من الكـلأ فأزهرت حسنا وبها. فبينما أنا أرتع في رياضها إذ وجدت ضالة فالتقطتـها وهي الحكـمة في هذه المدينة الإنسانية."

ورمز إليه الشيخ عبد الكريم الجيلي في قصيدة في كتابه: "الإنسان الكامل في معرفة الأواخر والأوائل"

وعليك صلّى الله يا حاء الحيا ... يا سين سرّ الله في الإنسانِ

في إشارة إلى حروف اسمه وفي موضع آخر يناديه يا نون (حاء - سين - نون) = (حم - يس - ن والقلم) وقد أشار الإمام علي بن أبي طالب - كرم الله وجهه - إلى المهدي بقلم آل البيت من مصر.

وفي قصيدة أخرى في نفس الكتاب:

تلوين هذا الحَسَن في وجناته أبدا ولا تلويـن في طلعــــــاته

يلقــاك أحمر أبيض في أغبر فبياضــه في سود خضراواته

من كن سيمته التلون وهــــو فيه فمـــا تلوّن عند تلوينــــاته

فإذا تركب حسن طلعة شادن من كل حَسَن فهو واحــد ذاته

يا أيها الرشأ الربيب نعمت في حَسَـن تنزّه بيـن تشبيهـــــــاته

أفأنت جــؤذر لعلع أم زينــــب يحتار فيك الصبّ في حيراتـه

باللَّه خبِّر هل أحطت بكل مــا يحويه خالك من غريب نكـاته

وهل العذار المسبلات عقوده فوق المنكـب عـد في عقـــداته

شرك العذار وحب خالك صيرا طير الحشا ولهان في قبضــاته

قسمــــــاً بقائم بانــة أحــــدية ماست على كثبان جمع صفاته

ما في الديار سواي لابس مِغفَر وأنـا الحمـى والحـيّ مع فلــواته

وفي غيرها في نفس الكتاب:

كتب الحَسَن في الفؤاد قرآناً أنزلوه عليه بالاقتدار

فتلا القلب آية العشق حتى أكمل السرّ سورة الاشتهار

فتبدى من النقاب جمال قتل الناظرين بالاستتار

نطق الثغر منه عجباً لحَسَن أسكرت ريقه بخمر خماري

وفي نفس الكتاب:

ما أنت إلا واحد الحَسَن الذي تم الكمال له بلا نقصان

وفي قصيدة بنفس الكتاب:

سميتم الحَسَن العزيز بعزّكم فأهنتم

قلتم سوانا قسوة هلا فنحن ألنتم

دان الخليفة باسمكم وباسم خلق دنتم

وكذلك:

إن العماء هو المحل الأول فلك شموس الحَسَن فيه أَفَل

هو نفس نفس اللَّه كن له بها كون ولم يخرج فلا يتبدّل

مثل له المثل العلي كمونه ككمون نار قد حواه الجندل

وفي الكتاب كذلك:

وشاهدتني حقاً بعين حقيقتي فلي في جبين الحَسَن تلك الطلائع

جلوت جمالي فاجتليت مرائياً ليطبع فيها للكمال مطابع

فأوصافها وصفي وذاتي ذاتها وأخلاقها لي في الجمال مطالع

واسمي حقاً اسمها واسم ذاتها لي اسم ولي تلك النعوت توابع

وفي موضع نثري آخر من الكتاب:

أنت النور أنت الظهور أنت الحَسَن والزين كالعين للإنسان والإنسان للعين

كما ذكر اسمه تلميحًا وتصريحًا الشيخ عبد الكريم الجيلي في قصيدة النادرات العينية نذكر منها ما يلي:

ولا نقطت خال الملاحة بهجة * * * على وجنة إلا وحرقك طالع

فأنت الذي لي فيه يظهر حسَنه * * * به لا بنفس ما له من ينازع

.....................

أقوم أصلى أي أقوم على الوفا * * * بأنك فرد واحد الحَسَن جامع

وأقرأ في قرآن حَسَنك آية * * * فذلك قرآني إذا أنا راكع

فأسجد كي أفنى وأفنى عن الفنا * * * وأسجد أخرى والمتيم والع

وقلبي مذ أبقاه حسنك عنده * * * تحياته منكم إليكم تسارع

.............

ويلتز منى أنى أدلك مهجتي * * * لما منك في دار من الحسن مانع

.............

فها أنا في تطواف كعبة حَسَنها * * * أدور ومعنى الدور أنى راجع

ومذ علمت نفسى طوافك سبعة * * * فأعداد تطوافي في جمال سوابع

أقبل خال الحَسَن والحجر الذي * * * لنا من قديم العهد فيه ودائع

ومعناه أن النفس فيها لطيفة * * * بها تقبل الأوصاف والذات شائع

....................

فيذهب وصفى في صفات صفاتكم * * * ليسعى لمرو الذات منى يسارع

وليس الصفا إلا الصفا ومروة * * * بأني على تحقيق حقي صارع

وما القصد إلا عن سواكم حقيقة * * * وما الحلق إلا ترك ما هو قاطع

...........................

ففى كل مرائى للحبيب طلائع * * * فلما تبدى حَسَنه متنوعا

تسمى أسماء فهن مطالع * * * وأبرز منه فيه آثار وصفه

وفـي مخطوطـات البحر الميت (خربة قمران) مخطوطة كان يحتفظ بها البابا يوحنا الرابـع فـي غـرفة سرية بالفاتيكان:

مكتوبة باللغة القبطية القديمة سرقت منـه ووجد مقتـولًا بالسـم البطيء على يد الماسونية بعد وصول المخطوطة ليد حاشر النفوس (إبراهام بن إليعازر) حاخام القدس الشريف الذي أسلم سرًا وهرب إلى استراليا وأعطى نسخة من المخطوطة لرجل دين في القدس وجاء في الترجمة (أخبر يوحنا بقوله كل ما ذكر عيسى هو من روح القدس أملاه بالنور أكرم رسول جبريل الوحي سلم الكتاب وشكل الرب ملحمة الفناء لأعداء الحمد والكرم من كل الكون راح تجاه تاج حَسَن خرج من بكة. الكهنة قال خبرًا كان في رق وعظام عن خروج من كل ناحية حان لجيش كان خروجه…على شاب محروس من كل سوء).

اسم حَسَن مذكور في القرآن في مواضع كثيرة وذات دلالة ولكن مع نطقه بالطريقة الصحيحة للاسم حَسَن:

سورة البقرة: وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حَسَنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنكُمْ وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ (83) وهنا أمر لبني إسرائيل بالتبليغ باسم خليفة الله المهدي والتبشير به حيث كان جزءًا من ميثاق بني إسرائيل وهذه هي القراءة الصحيحة كما قرأها حمزة والكسائي ولكن المقصود بـ حَسَنًا هنا المهدي الذي كتم اسمه بنو إسرائيل وهو الرسول الذي أشار إليه المسيح عليه السلام بـ أحمد (سر الأحمدية الأول محمد ، وسر الأحمدية الثاني حَسَن المهدي) وهو الاسم الأعظم الذي كتمه علماء بني إسرائيل.

سورة آل عمران: فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولِ حَسَن وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ۖ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ۖ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (37) وهنا تقبل الله مريم بقبول المهدي حسن والدليل أن الله قبلها يقول " وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَىٰ" وأيضا تكرار زكريا في موضعين قريبين جدًا من بعضهما يبرر وجود اسم رجل آخر وتكرر زكريا لمنع الخلط والالتباس على القارئ ، كما أن تقبل المفعول المطلق منه تقبلًا وليس قبول ، ولذلك فهنا المقصود أن الله تقبل مريم باصطفاء المهدي حَسَن ، وهذا أمر في قمة المنطقية فلا يمكن أن يصطفي الله امرأة على نساء العالمين دون أن يصطفي رجلًا على العالمين بنص القرآن ، ومعلوم حسب حديث النبي ﷺ أن "المهدي طاووس أهل الجنة" ، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "نحن ولد عبد المطلب سادة الجنة أنا وحمزة وجعفر وعلي والحسن والحسين والمهدي".

سورة النساء: وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسَنٌ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا (69) ذَٰلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ عَلِيمًا (70) وهنا حَسَن رفيق النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، وهذا يتطابق مع حديث النبي عندما شرح الآية الكريمة لحذيفة بن اليمان "وحَسَن أولئك رفيقًا المهدي في زمانه" ، والدليل الآخر هو أن رفيقًا في صيغة المفرد وهي كانت محلًا للجدل، كيف أولئك رفيقا أي يجب أن تكون (رفقاء أو رفاق) والآن حُلت الإشكالية ، غير أن الله عز وجل بعدها يقول "ذَٰلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ عَلِيمًا" أي أنه أنعم بكل الفضل على المهدي ويقول وكفى بالله عليمًا دليلًا على وجود سر مخفي وهو اسم حَسَن.

سورة الرعد: وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ ۗ قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ (27) الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28)الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَىٰ لَهُمْ وَحَسَنٌ مَآبٍ (29) كَذَٰلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهَا أُمَمٌ لِّتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَٰنِ ۚ قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ (30) وهنا لو تأملت لوجدت الآية 27 تذكر الضلال والهداية: قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ (27) إشارة إلى المهدي الآتي ذكره لاحقًا في الآية: الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَىٰ لَهُمْ وَحَسَنٌ مَآبٍ (29) وركز بعدها تجد أن الله يخاطب رسولًا مرسلًا وهو المهدي: كَذَٰلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهَا أُمَمٌ لِّتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَٰنِ ۚ قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ (30) وما يؤيد ذلك ذكر الشيخ ابن عربي تفسير الآية قائلًا: ما علموا حَسَن مآب أي ما فهموا المقصود بها ثم قال: طوبى لهم ثم طوبى لهم ثم طوبى لهم وحَسَن مآب وهنا يركز على تكرار طوبى لهم كجزاء أما حَسَن مآب مرة واحدة لأنها ليست جزاءً لهم بل حَسَن سيأتي مآبًا لخلافة المؤمنين والأولياء. كما أشار الله عز وجل إلى اسم المهدي في موضع التشبيه عن الهداية والضلال في سورة فاطر فقال: أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا ۖ فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۖ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (8) فمن ساء عمله أضله الله ، أما الحَسَن من هداه الله وهنا الحَسَن كصفة لأصحاب العمل الصالح ، وترمز إلى اسم المهدي حَسَن.

سورة الكهف: حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا ۗ قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ (نَتَّخِذَ) فِيهِمْ حَسَنًا (86) وهنا أفسر كلام الله عز وجل بكلام نبيه صلى الله عليه وآله وسلم "ملك الأرض أربعة مؤمنان وكافران فالمؤمنان ذو القرنين وسليمان والكافران نمروذ وبخت نصر وسيملكها خامس من أهل بيتي". الله يخير ذا القرنين إما أن يُعذِّب هو القوم أو يتخذ (نتخذ) الله فيهم حَسَنًا في آخر الزمان ومن المعروف أن المهدي هو ذو القرنين الثاني كما قال الإمام علي : "وآه لو علمتم من ذا ذو القرنين في المآل" ، غير أن لفظ الْحُسْنَىٰ يأتي بعدها : "قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَىٰ رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا (87) وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَىٰ ۖ وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا (88)" وهذا ينفي استخدام كلمة الحُسن بدلًا من الْحُسْنَىٰ ، فضلًا عن أن القراءة "حَسَنًا" صحيحة ضمن القراءات.

وجدير بالذكر أن أول آيات من سورة الكهف أشارت كذلك إلى اسم المهدي فهو العبد صاحب الكتاب القيم المنذر ببأس شديد من لدنه والمبشر للمؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرًا حسنًا ماكثين فيه أبدًا والمنذر للذين قالوا اتخذ الله ولدًا : "الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا ۜ(1)قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِّن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا(2) مَّاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا(3) وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا(4) وهنا الله سبحانه وتعالى لا يتحدث عن الآخرة بل عن الدنيا والتحول الذي ستشهده بقدوم المهدي وأشار إلى اسمه ليبين أن الأجر الحسن للمؤمنين سيكون في الدنيا مع تحقيق العدل والقسط والرخاء والخير الدائم على يد حَسَن وكأنه هو نفسه هذا الأجر (أجرًا حسنًا) بمجيئه وتوليه أمور الخلافة وإنصافه للمؤمنين والانتصار لهم لتحقيق وعد الله بوراثة الأرض لعباده الصالحين ، والدليل على ذلك قول الشيخ أبي يزيد ‫البسطامي رضى الله عنه : ( وأعلم ان القطب عن قريب سيظهر عينه ويزول زينه وغينه فافهموا حقيقته والزموا طريقته فرمزه فى سورة الكهف وإشارته فى سورة الصف وهو سيف الله المسلول , أما الرمز في سورة الكهف فهو قوله تعالى : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا ۜ(1) قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِّن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا(2)) , أما في سورة الصف وهو قوله تعالى : (إِذْ قَالَ عِيسَى ٱبْنُ مَرْيَمَ يَٰبَنِىٓ إِسْرَٰٓءِيلَ إِنِّى رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَىَّ مِنَ ٱلتَّوْرَىٰةِ وَمُبَشِّرًۢا بِرَسُولٍۢ يَأْتِى مِنۢ بَعْدِى ٱسْمُهُۥٓ أَحْمَدُ) .

وهذا يفسر لنا حديث النبيﷺ:"من قرأ ثلاث آيات من أول سورة الكهف عصم من فتنة الدجال" ، والحديث الثاني "من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من فتنة الدجال"، والحديث الآخر: "من قرأ العشر الأواخر من سورة الكهف عصم من فتنة الدجال". كما أن المهدي هو الرقيم المذكور في الآية "أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا(9) إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا(10)" وسُمي بالرقيم لأنه يحمل اسم الله الأعظم "حَسَن" وهذا الاسم رقيم حيث يعدل 99 اسمًا وهي الأسماء الحسنى وركز في "الأسماء الحسنى" أي أن كل منها على حده "الاسم الحَسَن" أي أن اسم الله الحَسَن هو الأصل والأساس لجميع الأسماء ولذلك وصفت بالحسنى نسبة إليه فهو الاسم الأعظم الذي حير الجميع كبيرًا وصغيرًا ، قديمًا وحديثًا ، من جهابذة العلماء والفقهاء إلى الباحث المبتدئ ، وقد أشار إلى ذلك الإمام علي بن أبي طالب - كرم الله وجهه - قائلًا: "وفتنة الدجال كيداً له بعدما علم المرسوم، فلا تنهزم له راية فيها رقم اسم الله الأعظم ، يجمع الله له الرقيم والرقم"، وكذلك ابن عربي سماه "الغائب الرقيم". وقد فر المهدي بدينه كأصحاب الكهف خشية الفتنة ودعا بدعائهم بعد أن بعثه الله وهداه وأشرقت أنوار الهداية من وجهه وحسن صنيعه حيث ساومه صاحب العمل وخيره بين ترك الصلاة في المسجد المجاور لمقر العمل أو ترك العمل لما رآه من تغير طرأ على شخصية حسن أو المهدي من التزامٍ وقربٍ إلى الله، وبالطبع دون تردد اختار حَسَن المهدي الرقيم أن يلحق بأصحابه الفتية ويفر إلى الكهف بدينه ليفوز برضا ربه في الدنيا والآخرة تاركًا المنصب والمال ورغد العيش ، وتجدر الإشارة هنا إلى أن صاحب العمل الذي ساوم المهدي على دينه هو أحد رجال الدعوة ومعروف للعاملين بالدعوة والمؤسسات الإسلامية بل ويفتخر برحلته الطويلة في العمل الدعوي وألف عنها كتابًا وترجمه إلى عشرين لغة. 

سورة ص: فَغَفَرْنَا لَهُ ذَٰلِكَ ۖ وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَىٰ وَحَسَن مَآبٍ (25) يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ (26) لاحظ حَسَن مآب بعدها يخاطب الله داوود عليه السلام كخليفة في الأرض والمهدي سيكون خليفة الله في الأرض بنص القرآن والسنة وسوف يؤتيه الله علم داوود وفهم سليمان.

لاحظ الآية الأخرى في ص أيضًا عن سليمان عليه السلام: قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ (35) فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ (36) وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ (37) وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (38) هَٰذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (39) وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَىٰ وَحَسَن مَآبٍ (40) استجاب الله - عز وجل - لدعاء سليمان بمنحه ما ذكر في الآيات من تسخير الريح والشياطين لخدمته محددًا بعدها "هَٰذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (39)"  أي لم يهبه ما طلب حصرًا باقتصار الخلافة عليه لأنه اختصاص إلهي ووهبه الله هذا العطاء الموصوف والمحدد بدقة فقط وأعطى له حق التصرف فيه بالمن والمنع وله عند الله زلفى أي منزلة مقربة ثم مجيء المهدي حَسَن كمآب وعودة للخلافة بنفس بل تفوق قدرات سليمان السابق ذكرها في الآيات، وأخرج ابن الجوزي عن ابن عباس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ملك الأرض أربعة مؤمنان و كافران فالمؤمنان ذو القرنين وسليمان والكافران نمروذ وبخت نصر وسيملكها خامس من أهل بيتي.

وما يؤيد ذلك تفسير الشيخ عبد الكريم الجيلي في كتابه: "الإنسان الكامل في معرفة الأواخر والأوائل":

" ألا ترى إلى قوله تعالى حيث أخبر عن سليمان أنه قال " رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي ۖ (ص: الآية 35)" فقال في جوابه: " فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ " (ص: الآية 36) ثم عدّد ما أوتي سليمان من الاقتدارات الإلهية ، ولم يقل فآتيناه ما طلب لأن ذلك ممتنع اقتصاره على أحد من الخلق لأنه اختصاص إلهي ، فمتى ظهر الحق تعالى في مظهر بذاته كان ذلك المظهر خليفة الله في أرضه ، وإليه الإشارة في قوله تعالى " وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (الأنبياء: الآية 105)"

ردي على إخواننا الشيعة وكذلك السنة حول اسم المهدي:

أما فيما يخص إخواننا من أهل الشيعة وزعمهم بأن الإمام المهدي اسمه محمد بن الحسن ، فأقول لهم بأن العكس صحيح أعني أن اسمه الحسن بن محمد حيث أن الأئمة الاثني عشر حسب اعتقاد الإخوة من أهل الشيعة كان آخرهم الإمام الثاني عشر محمد بن الحسن العسكري الذي أثار اللبس لأنه غير موجود وغائب كما أنه ليس ابن الحسن (بن علي) العسكري حيث أن الأخير لم ينجب. وما هو معروف أن الأئمة كلٌ يورث ابنه بداية من الإمام علي – كرم الله وجهه - ثم ابنه الحسن فالحسين ......إلخ. وعندما وجدوا أو اكتشف أجدادهم في مصادرهم أن الاسم المدون الذي وصلهم بصفته الإمام الثاني عشر يحمل نفس الاسم الأول للإمام الحادي عشر أي أن الإمام الحادي عشر اسمه الحسن (بن علي) العسكري والإمام الثاني عشر اسمه الحسن بن محمد ، وحسب اعتقادهم – كم سبقه من الأئمة - سيكون ابن الحسن (بن علي) العسكري هو الإمام الثاني عشر وهذا ما لم يحدث. وبعد أن وجدوا في مصادرهم أن الاسم المدون الموروث عن آل البيت هو: الحسن بن محمد وليس محمد بن الحسن (بن علي) العسكري ، وخاصة أن الحسن العسكري لم يعقب ، من هنا بدأت المعضلة، فظنوا أنه قد حدث خطأ ما في النقل ولتدارك الخطأ في النقل اجتهادًا تم إحلال الأول مكان الثاني ليصبح: محمد بن الحسن ، ظنًا منهم أن الحسن العسكري قد أخفى ابنه عن أعين الناس ، على الرغم من أن محمد بن الحسن العسكري هذا غير موجود ويزعمون أنه غائب. ولكن أرجو الانتباه بأن الاسم الأول هو الصحيح كما وصلهم: الحسن بن محمد وهو المهدي الحقيقي ، ولنعلم أن (ال) للتعريف وليست من أصل الاسم ، هذا ما أردت أن أنوه إليه ، علمًا بأني من أهل السنة ، وكذلك أنوه أن اسم محمد بن عبد الله أيضا وصل للسنة عن طريق التفسير الخاطئ للمواطأة ، ولا يمكن أن يواطئ محمد محمدًا بل يواطئ حَسَنًا أي يتوافق معه في المعنى وأما عن المعنى الآخر للمواطأة فهو السَبْق كما في الآية الكريمة أعلاه أي اسمه يسبق اسم النبي: حسن محمد كما أشرت أعلاه فضلًا عن ذكر اسمه في سبعة مواضع تصريحًا في القرآن ، فضلًا عن مواضع ذكره تلميحًا في القرآن والسنة والآثار كما وضحت في مقالي هذا أعلاه.

وسلامٌ على المرسلين والحمد لله رب العالمين.