كيف نتعامل مع المتنمرين ؟

عادةً المتنمرين هم يعانون من مشاكل أُسرية مثل الأطفال و بشكل مستمر بين الأم و الأب أو كلٌ منهما لديه مشاكل مُعينة فتكون النتيجة عنف مع الأطفال مما يسبب له مشاكل نفسية و هو ليس مثل الأشخاص البالغين الراشدين الذين يكبتون او يخرجوها بطريقة أخرى ..

فالطفل يخرج هذا الضغط النفسي من العائلة ليمارسه على الأطفال الاخرين .. لذلك المُتنمر هو شخصية غير سوية و لديها مشاكل .

إذاً عند الأشخاص البالغين الراشدين لماذا يوجد تنمر ؟

_في الطبيعة البشرية الإنسان خلق لكي يتواجد ضمن مجموعة وهذا أول تركيب للنفس البشرية لذلك عندما يكون الإنسان وحده ..يريد أن ينتمي لمجموعة مُعينة ،

لذلك أشد أنواع العقوبات في السجن هو الحبس الإنفرادي

أما التركيب الثاني المعقد في النفس البشرية هو التَمَيُز على المجموعة أو تسليط الضوء مما قد يؤدي الى إنتقاد الآخرين فيتولد ضحك و فرح لدى الأخرين و كسب قبول المجموعة بذلك يكون مُتَمَيز فيستمر الإنتقاد و التنمر ..

بالمناسبة ..عظماء التاريخ كانوا يعانون من التنمر في الطفولة .

تكمن فكرة التنمر (سواء كان لفظي أو جسدي) في العالم النفسي بإنه يوَلد صغر نفس مثل الأطفال الذين لم يصلوا الى الأدراك الكافي فيشعرك بأنك أقل من الشخص الذي تنمر عليك ، الدونية أو نقص مُعين و هو طفل أو مراهق في بداية شبابة فيحسسه بإنه أقل من الجميع لأن فيه ضعف أو شيء يعتبروه بصمة عار .

علم النفس أثبت إن المُتنمر هو الذي يعاني من مشكلة و ليس أنت عزيزي فلا تسمح لأي شخص أن يحسسك بصغر نفس و النقص و هذا أولاً.. أما ثانياً فيجب أن تبني ثقتك بنفسك لكي تحصن و تحمي نفسك من خلال ما يأتي :-

1-إلتجئ الى دراستك او الثقافة بشكل عام فإنها ترفع من مستواك الإدراكي .

2-تجنب العادات السلبية الضارة بك وقت الإنفعال و الغضب مثل شراهة تناول الطعام لكي لا يزداد التنمر و إستبدلها بعادات صحية اكثر ومفيدة لك مثل ممارسة الرياضة او التطوع .

3-إبتعد قدر الإمكان عن العزلة و مواقع التواصل الإجتماعي لأنها تزيد من الشفقة على نفسك بَل أخرج للواقع و المجتمع فليس الجميع مُتنمرين فأنت مليء بالصفات الجميلة .

أمثلة التنمر كثيرة و منتشرة جداً في حياتنا اليومية إن كنت تعاني من سُمنة مفرطة او قلة وزن ، طويل كنت أم قصير ، بشرتك فاتحة أو سمراء و العديد الآخر لكن الأسوء من هذا ..الكثير من الناس يتأثرون فيلجؤون الى طرق خاطئة و تسبب أضرار مثل عمليات قص المعدة للوصول الى الوزن المثالي و في الحقيقة التدخل الجراحي يجب أن يكون لدافع مرضي و ليس لتجميل المظهر الخارجي حتى و إن حصل فهو ليس علاج للتنمر و لا يلغي التأثير النفسي بل على العكس تماماً يجب أن نُشفي أنفسنا من الداخل و أعتد بذاتي فأتقبله و أتصالح مع نفسي و ليس أعمل شيء أدعيه بَل أعمل شيء لأجل نفسي و ليس ليرضوا عني ...

إذاً كيف نتعامل مع المتنمرين ؟

_بسبب الأعراف الأجتماعية فإننا نقابل الإساءة بمثلها و هذه تعتبر جريمة في علم النفس ، عليك أن تتجاهل المُتنمر و كأنه غير موجود و تسعى لتطوير ذاتك بعيداً عنه .

واجب الأهل أن يسئلوا أبنائهم دائماً على الأقل مرةً واحدة في كل إسبوع لأن الطفل يخاف الأعتراف بالتنمر ،لذلك عليك أن تعرف إن كان طفلك يعاني من التنمر و ماهي المشكلة وأسبابها للتوصل الى حل مُعين بعيداً عن الطفل .

و تجنب تعليمه رد الإساءة بالإساءة لأنك سوف تخلق مُتنمر جديد .

تختلف ردود أفعال المُتنمَر عليه فإما يستسلم و يصبح خانع أو الرد بفعل أقوى منه فتزيد شفقة الإنسان على نفسه و بذلك تم خلق مُتنمر جديد .

علموا أطفالكم بإنهم قيمة كبيرة و اللّٰه يحبهم و إنهم أشخاص مهمين جداً و لا تقللوا من شأنهم و تستهزؤا بهم .

عندما تقابل شخص تم التنمر عليه لا تزيد همه بَل قدم له المحبة و ركز على إيجابيات و مميزات الفرد فكل إنسان هو كم كبير من الطاقات و المواهب و الأمور الرائعة و الجميلة .

لكي تعالج شخص تُنمر عليه عليك أن تعرف هذه الأمور و تحاول أن تبرزها و تتكلم بها ، إسأله عنها و كيف له أن يوظها و يصل بها لأحلامه ، كيف سيكون نافع للآخرين بهذه الميزات فعندما يفكر العقل بهذا سوف ينسى هذه النقطة الوحيدة السلبية فشجعه .. لأن اللّٰه عندما يريد أن يعالجنا من تنمر يستخدم نفس الأسلوب و يذكرنا بكم المواهب ، الميزات و العطايا التي وضعها بنا و كأن محبته تتكلم معنا و تقول ..هل تعرف كم أنت ثمين ؟

اللّٰه يعاملنا بمحبة عظيمة يُذكرنا من خلال أشخاص ، كتب او سماع شيء ما بمكانتنا ، دورنا و رسالتنا في هذه الحياة ..

أنتم أهم بكثيير مما تظنون بأنفسكم

لمشاهدة الحلقة الكاملة: