الآن الساعة الخامسة و واحد و أربعون دقيقة، إتصل بي صديقي ليلغي موعدنا، بعد أن إتفقنا على اللقاء على الساعة السادسة لأنه سيعمل لليوم الثاني على التوالي ليل نهار على إصلاح صرصور bug في المشروع الذي يعمل عليه في الشركة الكبرى التي يعمل فيها، وهي شركة فرنسية لديها فرع في تونس تشغل تقريبا 2000 مهندس، 60 بالمائة من أبناء دورتي يشتغلون فيها، صديقي هذا كان يعمل بشركة ناشئة تعمل على فكرة التخزين السحابي لبيانات كاميرات المراقبة، عندما إنتهت مرحلة البرمجة و سلموا أول نسخة لشركة تصنع الكاميرات في فرنسا طلبت بعض التعديلات ليلائم حاجياتها مع ضخ تمويل أولي، مع العلم أن الشركة فيها خمسة مبرمجين، و فترة البرمجة سنة و ثلاث أشهر،أعطاهم صاحب الشركة إجازة لمدة 20 يوم و طلب منهم تحضير جوازات السفر.في الإجازة إلتقينا ببعض الأصدقاء الذين يعملون في هذه الشركة، بالطبع يتباهون بأنهم يعملون في شركة تبرمج في برامج الطيار الآلي و أجهزة تشفير القنوات التلفزية و السيارات، أكثر العمل بال C++ ، الأجر نفسه لكن هناك حافلات توصل للحي الذي يسكن فيه، الشركة تعتمد على التوصيات في الإنتداب فقط، يعني إذا قدمك شخص ينادونك، لذلك لا تجدها في عروض الشغل، و أغلب المهندسين من كليتين الأولى حكومية و الثاني خاصة كندية، نصحته بأن يكمل مع الشركة الأولى لأن مرحلة ما بعد الإنتاج تتميز بكثرة السفر لتكوين الحرفاء في إستعمال المنتج و التنقل بين النزل يعني قليل من العمل و كثير من السفر و الإستجمام، و لأنك في الشركة الناشئة أنت المبرمج و المكوٍن، بينما في الشركة الكبرى أنت ترس في عجلة كبيرة ، لديك دور واحد تؤديه، كما أنهم سيحرثون عليك، فهم لديهم فريق كبير دوره مراقبة المردودية، طبعا لن يخبرك أحد بالمعانات في الداخل,لأن الجميع يظهرون لك قمة جبل الجليد, بخلاف المشاكل الداخلية ف70% عمل و 30% تخصصها لحماية مكانك فالكل يحفر للكل.
كما أنك لا تستطيع أن تبدع .المهم صديقي لم يسمع الكلام و قرر الإلتحاق بتلك الشركة.اليوم هذا وضعه.
من لديه مثل هذه التجارب في العمل فليحدثنا.
التعليقات