أعزائي الكرام: تأملت كثيراً في أخطر أنواع التهديد السيبراني وهوالاختراق بتقنية Zero Click والتي كشف عنها تحقيق الإعلامي تامر المسحال في برنامج ماخفي أعظم وهي تقنية مصممة من قبل شركة إسرائيلية تدعى (بيقاسوس) وهذه التقنية تقوم باختراق هاتف الضحية حتى من دون الحاجة إلى ضغط أي رابط من قبل المستخدم بل بمجرد معرفة رقمه، وحقيقة وبعد مراجعات و قراءات في هذا الموضوع خلصت إلى نتيجة مفادها: أنه ليست الشيفرة وحدها هي من يستطيع فعل ذلك مهما بلغت خبرة المطور الذي يعمل عليها، إن لم يكن ذلك مستحيلا ..
إذن..كيف يتم ذلك الاختراق؟!!
يظهر لي والله أعلم أن هذه الشركة لاتعتمد على التقنيات الرقمية فقط في عملها بل تعتمد أساسا على عمليات مخابراتية يتم من خلالها تجنيد عملاء مميزين وزرعهم للعمل في الوظائف الحساسة وشغل أهم المناصب في كبريات الشركات الرقمية في مستوياتها الأربع:
*شركات تصنيع العتاد الأساسية المصنعة لأنظمة الاتصال والشبكات والمعالجات مثال: سيسكو - هواوي - أبل - انتل-انفيديا...الخ.
*شركات تصنيع أنظمة التشغيل لأجهزة الحاسوب والهواتف النقالة، مثل: مايكروسوفت، قوقل،أبل...الخ
*شركات تصنيع المنتجات الخدماتية: مايكروسوفت، أدوبي، أوتوديسك، أي بي إم...الخ
*شركات التواصل الاجتماعي: فيس بوك، تويتر، سناب شات،تك توك...الخ
لو تأملت عزيزي القارئ في القائمة السابقة ستجد أنه لا يوجد تقريبا مستخدم إلا ويعتمد في عالمه الرقمي على مزيج متنوع من منتجات تلك الخدمات وبالتي فإن أي جهة تنجح في تجنيد عملاء يعملون لصالحها في تلك الجهات يسهل عليها تقريبا تعقب واختراق أي جهاز لأي مستخدم في أي مكان تقريباً وذلك ببيع أو الكشف عن بياناته المطلوبة للطرف المستفيد. وهنا لا علاقة للشيفرة البرمجية بالموضوع في رأيي.
يبقى السؤال: عن الكيفية التي يتم بها تجنيد العملاء داخل تلك الشركات العملاقة؟*
الجواب ببساطة يعود إلى أمرين :
الأول: المال :
وهذا بالضبط ماعبر عنه النتن ياهو في المقطع الذي ظهر في الفيلم.فتلك الشركات قامت على مبدأ الربح وجمع المال ولا يهمها الجانب الأخلاقي مهما تظاهرت بذلك.
والأمر الآخر هو :الأيديولوجيا:
فكثير من الرؤساء المتنفذين وكبار المساهمين في تلك الشركات وشاغلي الوظائف الحساسة هم من أصول يهودية أو ممن تربطهم علاقات قوية بهم.. وقد تأملت كثيراً في أبرز تلك الشركات فرأيت أن من يقف على رأس الهرم فيها هو إما يهودي أو متصهين وقليل جدا من هم خارج هذه الدائرة. شكرا لوقتكم