زكريا الزبيدي... لماذا سطع اسمه دون الأسرى الآخرين؟

تسنيم صعابنة

الصياد والتنين، أطروحة ماجستير كتبها وجسدها على أرض الواقع.

عاد اسم الزبيدي إلى الواجهة مجددًا بعد نجاحه و6آخرين بالفرار (انتزاع للحرية) من سجن جلبوع، في عملية أحرجت المنظومة الأمنية الإسرائيلية، والتي أطلق عليها "الهروب الكبير".

فمن يكون زكريا الزبيدي؟

زكريا محمد عبد الرحمن الزبيدي، من مواليد مخيم جنين، عام 1976، وأبرز قادة "كتائب شهداء الأقصى"، المطاردين خلال "انتفاضة الأقصى 2000".

تعرض الزبيدي ل 4 محاولات اغتيال، وأصيب بالرصاص عدة مرات، ولم يسلم من الجراح بفعل الإصابات التي تعرض لها، وانفجرت في وجهه عبوة ناسفة، لا تزال آثارها على جسده.

 والدته وشقيقه طه الزبيدي، استشهدا في غارة إسرائيلية على مدينة جنين عام 2002 وهدم منزل العائلة.

 وصفته المخابرات الإسرائيلية ب "قط الشوارع"؛ لأنه يفلت من بين أيديهم في كل مرة.

"اتهمت السلطات الإسرائيلية الزبيدي، بالمشاركة في هجوم مسلح على مقر لحزب الليكود في عام 2002،  والتي أودى بحياة 6 أشخاص".

"في 15 تموز/يوليو 2007، أعلن "الاحتلال الإسرائيلي" إطلاق عفو عن مسلّحي كتائب الأقصى، وبينهم الزببيدي، أي أن العفو شمله.

وفي مقابلة في 4 نيسان/أبريل 2008، قال الزبيدي: "إنه لم يحصل على العفو العام، لذلك استمر في البقاء داخل أحد مقارّ الأجهزة الأمنية في جنين".

في عام 2018 قدم الزبيدي أطروحة ماجستير بجامعة بير زيت تحت عنوان "الصياد والتنين"، وتناولت الرسالة ما يقارب 50 عامًا من ملاحقة الاحتلال الإسرائيلي للمطلوبين الفلسطينيين، ولم يتسن للزبيدي، حسب المشرف عبد الرحيم الشيخ أستاذ الدراسات الثقافية بجامعة بيرزيت، إكمالها ومناقشتها بسبب اعتقاله أواخر فبراير/شباط 2019.

يقول جمال حويل، صديق الزبيدي، ورفيقه في مقاومة معركة مخيم جنين عام 2002: "في مشروع الأطروحة المبتورة بفعل الاعتقال، تقمّص زكريا (46 عاما) شخصية "التنين" المستمد من أسطورة قديمة تكون فيها الغلبة للتنين على الصياد بعد مطاردة طويلة وصعبة، وهي في الواقع تجسد حاله، كما أنها تسقط تجربته الشخصية واقعا".

اعتقلت القوات الإسرائيلية الزبيدي عام 2019 للاشتباه بتورطه في "نشاط إرهابي خطير وجديد"، ولم يصدر بحقه أي حكم حتى مشاركته بالفرار الكبير خلال النفق أسفل سجن جلبوع.

انتصر "التنين على الصياد"، هذا ما صرح به صحفي إسرائيلي حول افتخار حركة فتح في بيان نشرته،  والتي تصرح به: "تحية لزكريا الزبيدي، عضو المجلس الثوري لحركة فتح"، ورفاقه الأسرى، الذين انتزعوا حريتهم انتزاعًا من عتمة السجن، وظلم السجان عبر نفق الحرية.

"التنين ينتصر على الصياد."

"حمى الله الأبطال بحمايته".

المصدر: الجزيرة