بقلم: محمد دومو
القلوب المنكسرة
عضلة تضخ الحياة، ولكنها في المقابل منكسرة تتألم.
فهل يا ترى كل متشبث بالحياة يتألم؟
هناك عدة أدوار للقلب منها الظاهرية ضح الدم، ومثيلتها أو أكثر الباطنية، تندس فيها الأحاسيس والمشاعر، وأنت لا تعلم..
بالقلب يحب هذا الإنسان ولكنه أيضا يكره، وفي القلب تجتمع هذه الاحاسيس والمشاعر، سواء منها المفرحة والأخرى الحزينة.
طبيعة القلب هذه، تجعل هذا الكائن غريب الأطوار طيلة مسيرة حياته في هذه الدنيا، غالبا ما يكون إحساسه صادقا، لأن هذا الأخير لا يعرف طريق الكذب، وعقله على عكس ذلك، يكذب الإحساس بتحليله للأشياء وهو يراوغ. إنه قدر التوازن لهذا الانسان، فسبحان الخالق المبدع.
ولكن هناك القلوب الاخرى المنكسرة، المسلوبة وفاقدة الإرادة، تقمع جميع احاسيسها، وتنزع كل إرادتها، وتعاني الكثير طيلة حياة ضخها الدم في الجسم وهي تتالم.
أ عبودية هذه التي يعانيها هذا القلب المنكسر؟ أم ماذا؟
إن غاب الإحساس من قلب فلا هو بهذا قلب، وإنما مضخة دم لا غير، تعمل دون توقف أو كلل وهي لا تشعر.
فهل يا ترى صاحب القلب المنكسر انسان؟
تعريف الكائن الحي في اعتقادي مرهون بالاحساس.
وصاحب هذا القلب لمن ترى ينتمي وينتسب؟
ما عدت اعرف شيئا! ولا حتى سينفعني يوما كثرة التفكير!
غرابة الدنيا تحيرني، وغرابة هذا الانسان احير.
ولما انكسرت هذه القلوب؟
ومن المسؤول؟
جروح و وشمات باقي الجسم تتعافى وتزيل، الا جروح القلب فتبقى بارزات، ولكن هذا القلب المجروح يعمل، همه الوحيد أن يضخ الدم وليس أن تتعافى منه الجروح، مسكين هذا القلب، فتحية وسلام على نبله وتفانيه في العمل المتواصل وهو يتألم.