مُتَّهَمْ بالتكنولوجيا

العالم غابةٌ واسعة وكبيرة وما نحن إلا كائنات صغيرة لَم تأخذ من مياه الحياة حق السقاية الكامل بعد، ما زلنا نسير في هذا الكون الغامض ونحن لا نعلم ما يخبئه المستقبل لنا، نُعِتنا بالجيل الفاشل، والشباب ذو السبات العميق، تلقينا من التوبيخات كماً هائلاً، تعرضنا للأذى والمشقة منذ الصغر، ولكن ما زلنا صامدين بحق هذا الجُرم اللعين، الذي أصبح يطارد كل شابٍ حتى في أحلامه، وُجِدنا على هذه الحياة والحروب تكسوها، آفاتُ الفقر

قد بنت عُشَّها في جيوب المواطنين واستقرت، استعمار تلو استعمار، القتل أصبح كرمي السلام على عابر طريق، مؤسساتنا التعليمية تسعى نحو التطور والتكنولوجيا لكنها نسيت أن العلم والتربية يكونان بالتطبيق لا بالتلقين والزيف الإلكتروني، واجهنا أصعب حملات التطرف والتحريض، رأينا ما لا يرى، لكننا لم نيأس ولن نيأس، سنرددها إلى أن تعانق أرواحنا السماء "سوف نبقى هنا كي يزول الألم"، خلقنا من أجل السلام الذي لم نخلق عليه، سنعيش رغم الداء والأعداء، سنبرهن للعالم أجمع بأن الجيل الذي ولد بعصر مزدهر حافل بالتطورات ما هو إلا جيل النهضة والرقي والقوة والانتصار، لكننا لم نُسأل عن أحلامنا، لم يعي أحد منكم  ما طمح إليه ذاك الشاب ذات ليلة، وما أرادته تلك الفتاة أثناء سيرها على حافة الطريق، لقد أستهان بعود الشجر الذي رسم طريق الأمل، وثُقِبت طبولٌ خوفاً من العار، لم يعد لأقلام الألوان نكهة في حياتنا، خذلنا حتى كسرنا، اكتفينا من عبارة " الفتاة نهايتها مطبخ زوجها" حتى أُكرهنا على الزواج وأصبح الرجال بمثابة وحوش آكلة للحوم النساء، أطعمونا من طبق " الرجل لا يعيبه شيء" حتى أصبحت الفاحشة والتعدي على الآخر كانسياب المياه في النهر، سُقينا من الفشل حتى ارتوينا لكننا ما زلنا نظمأ توجيهاتكم وإسنادكم لنا، أوليس من حقنا الصراخ والطالبة بإطلاق سراحنا، سنصرخ حتى يثقب أوزون أحلامنا وتشرق شمس حريتنا ويهل قمر انتصاراتنا ليعلن للعالم أن ظلامنا قد أُضيئ، ما أردنا يوماً إلا الإصغاء وبعضٌ من الاهتمام :

" يا سيدي قد اكتفينا من النصائح نريد القدوة"