نعيش في حياتنا لحظات عديدة دون أن ندرك قيمتها الحقيقية إلا بعد فوات الأوان. كم من مرة انتهى لقاء دون أن نعلم أنه الأخير؟ وكم من موقف مرّ بنا ولم نمنحه الاهتمام الكافي، ثم اكتشفنا لاحقا أننا فقدنا فرصة لن تتكرر؟
في فيلم آسف على الإزعاج، قال أحمد حلمي هذه الجملة ببساطة، لكنها تحمل في طياتها معنى عميقا. فلو كان الإنسان يعلم أن هذه هي "المرة الأخيرة"، لكان تصرف بطريقة مختلفة تماما. ولكن، لماذا لا نتعامل مع كل لحظة على أنها الأخيرة؟ هل نحن منشغلون عن تقدير الحاضر، أم أن طبيعة الحياة تجعلنا نعيشها بتلقائية دون تفكير في النهايات؟
تمضي الحياة بسرعة، والمواقف تمر دون سابق إنذار. قد نغادر عملا دون أن نودع زملاءنا كما ينبغي، وقد نفارق شخصًا عزيزًا دون أن نعبر له عن محبتنا، أو قد تفوتنا فرصة كانت ستغير مجرى حياتنا لو أدركنا قيمتها في حينها.
لكن، هل يمكننا حقا أن نعيش كل لحظة وكأنها الأخيرة، أم أن ذلك ضرب من المستحيل؟
التعليقات