يُعتبر الفنان عبد الغني النجدي أحد أبرز الممثلين الذين تركوا بصمة واضحة في السينما المصرية، رغم عدم لعبه لأدوار البطولة المطلقة. تميز بقدرته الكبيرة على إتقان الشخصيات الثانوية، ليصبح جزءًا لا يُنسى من تاريخ الفن المصري بفضل خفة ظله وتنوع أدواره.
وُلد عبد الغني النجدي في 6 ديسمبر 1915 بمحافظة المنيا، حيث نشأ في بيئة بسيطة أثرت في تكوينه الفني. بد أ اهتمامه بالتمثيل منذ الصغر، لكن انطلاقته الحقيقية جاءت في الأربعينيات عندما انتقل إلى القاهرة بحثًا عن فرصة في عالم الفن.
عمل النجدي في البداية ككاتب للسيناريو قبل أن يتجه للتمثيل، وقدم أولى أدواره الفنية في الأفلام التي كانت تحتاج إلى شخصيات كوميدية مميزة.
عبد الغني النجدي كان فنانًا شاملاً؛ كتب السيناريوهات، وشارك في التمثيل، وحتى عمل كملقن في المسرح. ولكن الأدوار الثانوية هي التي صنعت نجوميته الحقيقية، حيث تألق في تقديم الشخصيات البسيطة مثل "بواب العمارة" أو "الحلاق" أو "البائع المتجول".
من أشهر أفلامه:
- "ابن حميدو" مع إسماعيل ياسين.
- "الفانوس السحري".
- "مراتي مدير عام" مع شادية وصلاح ذو الفقار.
- "إشاعة حب" مع عمر الشريف.
رغم صغر حجم أدواره، كان حضوره طاغيًا على الشاشة، واستطاع أن يرسم البهجة على وجوه المشاهدين بفضل أدائه التلقائي وموهبته الكبيرة.
ما لا يعرفه الكثيرون أن عبد الغني النجدي كان أيضًا كاتبًا موهوبًا، حيث كتب العديد من السيناريوهات للأفلام الكوميدية التي لاقت نجاحًا كبيرًا في عصره. كان يُعرف ببساطته وقدرته على تجسيد حياة الشارع المصري في كتاباته.
تميز عبد الغني النجدي بقدرته على إضفاء الطابع الفكاهي على أصغر الأدوار، واعتمد على تعبيرات الوجه وحركات الجسم لإبراز خفة ظله. كان قريبًا من قلوب الجمهور، خاصة لأنه جسد الشخصيات التي تلامس حياة البسطاء.
رحل الفنان عبد الغني النجدي عن عالمنا في 20 مارس 1980، بعد رحلة فنية طويلة قدم خلالها مئات الأدوار التي ظلت خالدة في ذاكرة المشاهدين. ورغم مرور السنوات، ما زال اسمه يتردد كلما عُرضت أفلامه على الشاشة.
عبد الغني النجدي هو مثال للفنان الذي أحب الفن فأخلص له، ونجح رغم بساطة أدواره في حفر اسمه في تاريخ السينما المصرية. ستظل شخصياته الكوميدية علامة فارقة تذكرنا بعبقرية الأداء وبساطة التمثيل التي تميزه عن غيره من فناني جيله.
التعليقات