في الماضي كنت عاشقًا جدًا لشخصية روبن هود، هذا الفتى الجرئ الذي يسلب من الأثرياء ما سرقوه من الفقراء والمعدمين ويعيده لهم، ولكن في الواقع روبن هود لم يكن يعيد لهم المال والأشياء التي فقدوها فحسب بل يعيد إليهم الأمل فما الذي قد يحتاجه الفقير أكثر من ذلك الإحساس الذي يواصل إخباره مرة تلو أخرى أن رغم تلك المرارة والقساوة كل شئ سوف يصير أفضل.

فيلم In Time إنتاج عام 2011

بطولة جاستين تيمبرليك وكيليان مورفي وأماندا سيفريد

سيناريو وإخراج أندرو نيكول

حاصل على تقييم 10/6.7 على موقع IMDB

ملخص الأحداث :

.يصاب العالم بطفرة جينية تتسبب في توقف عمر البشر عند العام الخامس والعشرين ولكن مقابل ذلك الشباب الدائم يصبح مقياس الحياة هو ساعة ملتصقة بذراعك اليمنى تسمى ساعة الحياة، كلما زادت الدقائق كانت حياتك أطول وإذا وصلت للصفر تسقط ميتًا، ويل سالاس (جاستين تيمبرليك) عامل بأحد المصانع القابعة بالمنطقة الفقيرة وبينما يبحث عن صديقه بوريل (جوني جاليكي) في أحد الملاهي الليلية يجد شخص يدعى هنري هاميلتون(مات بومير) الذي يمتلك في ساعة الحياة الخاصة به 100 عام يساعده للنجاة من أحد العصابات ويتنازل له هاميلتون عن جميع دقائق حياته ويذهب للإنتحار، يذهب ويل سالاس لمنطقة الأغنياء ولكن يقبض عليه ليون ريموند (كيليان مورفي) بتهمة قتل هاميلتون ويجرده من كافة ساعات الحياة التي يمتلك خلال تواجده بمنزل رجل الأعمال فيليب وايس(فينسنت كارثيزر)، يختطف سالاس سيلفيا وايس (أماندا سيفريد) إبنة رجل الأعمال فيليب وايس *(فينسنت كارثيزر) * ويهرب من قبضة ريموند يقوم الثنائي بتحدى النظام السائد وسرقة دقائق الحياة من الأغنياء ومنحها للفقراء .

الأفكار الرئيسية :

.الفيلم جسد الصراع الطبقي بين الأغنياء والفقراء بشكل مميز جدًا، فجعلنا نرى كيف يتعامل كل جانب مع ما يمتلك فالفقراء الذين لا يمكنهم سوى الحصول على 24 ساعة يوميًا تجدهم يخشون الموت في كل لحظة خاصة مع تكرار سقوط جثث الآخرين أمامهم، أما الأغنياء فهناك نوع من البذخ في التعامل مع وحداتهم الزمنية وهو الأمر الذي يصل إلى حد الرهان بها في لعبة البوكر .

.كذلك ألقى العمل الضوء على أفكار مثل الموت والرغبة في الحياة والطمع في الخلود، فرأينا كيف أن فكرة الموت تم إعادة تطوير مفهومها المعتاد فجميعنًا سنموت بلا شك ولكن الفارق هنا أنك عالق في مرحلة الشباب التي تعد ذروة حياة الإنسان ورغم أن ذلك الأمر له العديد من المميزات إلا أنه لا يمكنك أن تبارح مكانك ولا يزال الموت يطرق بابك بمرور كل ثانية، كذلك كانت الرغبة في الحياة حاضرة بشكل رائع ورأينا كيف يتشبث الجميع بحبل الحياة بكل قوة خشية أن يرى ساعته تصل للصفر وأنهم مستعدون لفعل أي شئ يُذكر من أجل النجاة ولو لدقائق معدودة إضافية، أما الطمع في الخلود فقد تم عرضه بشكل مبهر جدًا فحين ترى كيف يبقى الأغنياء محاطين برجال الحراسة بكل مشهد خائفين من فقدان ما تم حصده من دقائق الحياة بالظلم والإستبداد ومستأثرين بجميع الامتيازات التي تكفلها لهم بل وصل الأمر إلى حد رفض قبول تفاوض فيليب وايس على ابنته المخطوفة واستعادتها، وكأن الحياة بالنسبة لا تعنى شيئًا سوى الحصول على المزيد فقط المزيد.

. ويظل المشهد الأصعب هو مشهد فشل البطل في إنقاذ والدته والذي كان قد يتكرر في اللقطة الأخيرة في الفيلم بين البطل وسيلفيا وايس ، فالنسبة لي هذا المشهد يمثل الوضع الأصعب الذي قد يمر به أي شخص حينما يحاول بكل قوة ولكن في الأخير لا يستطيع أن ينقذ من يحب .

في الختام .. برأيك كيف ستكون الحياة إذا رأيت عمرك يتناقص دقيقة تلو أخرى وعليك الحصول على المزيد من الدقائق حتى لا تصل ساعتك للصفر وتموت